لا اثق بالوعود الامريكية .. ولا بالوعود الخليجية.. ومصداق ذلك اننا بعد سبعة عشر عاما.. لم نرى أو نسمع..لأي مشروعا بنته امريكا في العراق.. سوى مبنى سفاراتها الاضخم في العالم ..كما يأسنا من مخرجات مؤتمر اعمار العراق والذي عقد في الكويت بدعم خليجي ودولي. والذي لم تطبق جملة صغيرة من مقرراته.
بالامس جدّدت الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، دعمهم الكامل لمشروع يربط شبكات الكهرباء بين دول مجلس التعاون الخليجي العراق..وهي وعود سئم منها المواطن العراقي المتلقي لعشرات الوعوديوميا.ولا ندري ما القصدية بان واشنطن "ملتزمة بتسهيل هذا المشروع وتقديم الدعم عند الحاجة،".
وماهو نوع الدعم المرتبط بحاكمية (عند الحاجة)..وكأن العراق يمتلك كل حاجة..
..بالواقع حكومة العم سام لاتؤمن بمبدأ العون والمساعدة.. وترامب( تاجر شنطة) يتعامل بأخلاق اسواق الخردة (ادفع..تأخذ).
..مايركز علية في هذا المشروع أنه سيوفر الطاقة الكهربائية للعراقيين وخصوصا لسكان مدن الجنوب الشيعية الذين "وهم في أمس الحاجة إليها"، وفق البيان.وهي فقاعة اعلامية سرعان ماتنفجر.فعقدة الفشل الدائم للحكومات السابقة مع قطط الفساد وراء مايحصل في ملف الكهرباء ومفاصل مهمة في عصب الاقتصاد العراقي.. ففي الوقت الذي يحرق العراق نصف غازه.. يستورد غاز المحطات الكهربائية من دولة مجاورة بأسعار تفوق السعر العالمي بمرات.
نقطة اخرى ..فلقد لمست في البيان الامريكي تكرار وتوجيه الراي العام نحو مظلومية المدن الجنوبية وهي مغازلة مفضوحة للمذهبية والعقائدية. واللعب على وتر الوازع الديني بأيحاء ان لاخير يرتجى من شرقكم ..وولوا قبلتكم نحو غرب المعمورة وبما سيمكن المشروع من دفع العجلة الاقتصادية العراقية، ويدعم التنمية الاقتصادية، خاصة في المحافظات الجنوبية.وهذا هو بيت القصيد والبرهان الساطع وراء ما يجري...
أكرر انه بالون اعلامي بلون العلم الامريكي.. سيرتفع وسيحترق بلهيب صيف العراق وتظهر الحقائق قريبا.
والله من وراء القصد .