في أسبوع واحد تلقى الشارع العراقي صدمتين كبيرتين؛ بفقد الراحلين, الكباتن "علي هادي" و "أحمد راضي".
فيروس "19 –COVID" تحول الى "قاتل حترف" أفجع أفئدة المواطنين, فصار يطلق رصاص الفناء بنفوس المصابين, وينبت مخالب الموت في جسد المشاهير؛ ثم يخطف زهرة الحياة وينهي ربيعها بطريقة مريبة.
تجرع الشارع العراقي الألم والحزن بخطف الراحل "احمد راضي" نجم الكرة العراقية, الذي اصيب بالفيروس خلال ايام ارتفاع حصيل المصابين, حيث رقد الساحر بمستشفى النعمان ايام قليلة؛ رافقتها دعوات لنقله الى عمان لتلقي العلاج هناك؛ قبل ان يأتي نبأ الموت حاملاً أخباره المحزنة؛ بوداع أسطورة الكرة العراقية "احمد راضي" الذي ضيع روحه وفارق الحياة وهو بعيد عن عائلته المقيمة في الاردن, ليصحوا العراق والعالم العربي على فاجعة أليمة؛ بطلاق ووداع أفضل لاعب في اسيا 1988, وصاحب الهدف الخالد للمنتخب العراقي في "كأس العالم".
هذا الرحيل ولد ردود افعال ومواقف كبيرة؛ محلية وعربية, فالحملات الانسانية باتت تجوب ارجاء الدول؛ فضلا عن المشاريع الخيرية العملاقة التي نظمتها دول عربية وشخصيات مشهورة؛ على روح الأسطورة "احمد راضي", أضف الى ذلك كله جملة البيانات والمواقف والتعبير عن الحزن الشديد الذي برز من جميع المؤسسات الرياضية العربية والعالمية.
محافظات العراق توشحت بالسواد, واغرقت بالبكاء؛ حزناً وألماُ على فقد نهر العراق الثالث "أحمد راضي", الذي ولد رحيله صدمة وألم كبيرين في نفوس الناس, ولعل من أكثر المشاهد التي جسدت حب الجماهير له؛ هو تجمع النجوم والعائلات العراقية من كل مكان على قبره, لتلاوة القرآن والدعاء والبكاء على روحه الطاهرة؛ لما يملكه "احمد راضي" من حب وشغف في نفوس الجميع, بطبيعة الحال وأنت تسير بمنطقة "ابوغريب" تحديداً في مقبرة الكرخ, ترى مشهد تراجيدي لحشود كبيرة من الناس ـ رجال ونساء كبار وصغار ـ يقفون بجانب قبر الراحل "احمد راضي", يرافقهم البكاء والنحيب عله يخفف وطأة الحرمان.
"احمد راضي" وفي لقاء تلفزيوني مسجل؛ تحدث الكابتن معي عن تعامل المؤسسات الرياضية مع النجوم والمشاهير وأكد قائلاً: "المسؤولين الرياضيين والمؤسسات ذات العلاقة لا تحترم النجم وتقدره الا بعد وفاته, فتبدأ مشاعر المحبة والبيانات بعد رحيل النجوم, أما في حياتهم لا يوجد اي اهتمام ورعاية لمن خدم الوطن وحمل اسم العراق في مختلف المحافل الدولية" ما قاله الراحل "أحمد راضي" تحقق على ارض الواقع, فما واجهه من حرب ضروس خلال حياته؛ من حملات تسقيط وتهميش جلي؛ ثم تغيير المواقف بعد أن وافته المنية وتحول الجميع الى كتلة مشاعر من المحبة والسلام "سبحان الله..!!" يؤكد صدق ما تحدث به الساحر في برنامج "كوورة.
هذا الرحيل وما شكله من صدمة وألم؛ لم يكن الوحيد خلال انتشار الجائحة؛ بل سبقه رحيل نجم من نجوم نادي الزوراء والمنتخب الوطني المدرب الكروي الكابتن "علي هادي" الذي توفاه الله بعد اصابته بفيروس "كورونا", والذي ولد رحيله بداية الصدمة؛ ودق جرس الانذار والخطر في نفوس الناس, أضف الى ما تقدم إصابة ووفاة عدد من المشاهير العراقيين من فنانين وشعراء وكتاب ورياضيين, الامر الذي أعطى مصداق جلي بفقدان السيطرة على الوضع الصحي في البلاد, فما آلت اليه الأمور من إنفلات من خلال الموقف الوبائي اليومي؛ يحتاج الى رسم خطط حكومية ووعي شعبي مكثف لعبور الازمة بسلام..!
رحم الله الكابتن "احمد راضي" والكابتن "علي هادي" وجميع الموتى, وشافى المصابين وخلص العراق والعالم من هذا الجائحة .