الكتاب الموسوم بـ (العراق في غمرة الصراعات وقائع واحداث من تاريخ العراق الحديث والمعاصر, تأليف الباحث والمؤرخ الأستاذ حسين العوادي , / الجزء الاول/ طبع شارع المتنبي ـ بغداد , عدد صفحاته 858صفحة ) , يتحدث المؤلف فيه عن فترة حكم السلالة والإمبراطورية العثمانية التي تعتبر مرحلة صعبة من ناحية قلة توفر المعلومات وشحت المصادر لتلك الحقبة التاريخية .
ولاشك قد سبق الأخ الباحث العديد من الباحثين كالأستاذ علي الوردي والمحامي الأستاذ عباس العزاوي في كتابة (تاريخ العراق بين احتلالين ) وترجمة الأستاذ جعفر الخياط , إلا أن جهودهم لم تستوعب جميع جوانب الحياة من مراحل الفترات الزمنية .
ولذلك سار المؤرخ وسط حديقة مليئة بالأشواك وراح يقتلع منها ما يمنع السير ليبرز المفقود والضائع بأسلوب يشد القارئ , لاسيما وأنّك تجد سهولة اللغة وعمق فكرة الكاتب حيث يبين ومن خلال أسلوبه بأن كتابة التاريخ ليس مجرد سرد نصوص أو نقلها , بل تجرد عن العاطفة والتعصب المقيت ليخط بأنامله أعذب المعلومات ويضع تحليله الذي يجيب على الاستفسارات العالقة بذهن القارئ الكريم بعد أن استوعب مرحلة ما كتب عنه .
ويبدو لي بأن المؤلف يتمتع بملكة الاستفزاز حيث تستفزه بعض الحوادث ويستفز بها القراء لمعرفة ما يرتأيه من رأي .
أما من ناحية علمية فالأسلوب بأساسيات منهجية اكاديمية وهي ملفت للنظر في تمحيص الروايات واسلوبه النقدي من خلال السرد .
أن هذه الجهود الكبيرة التي بذلها الأخ الباحث حسين العوادي بحله جديدة وحقائق غابت عن سطور من سبقه من الباحثين والكتاب ليثري مكتبة التاريخ العراقية بنتاجه الرائع .
أسأل الله تعالى أن يوفق أخي العزيز الكاتب العوادي لما يحب ويرضى ويشحذ همته لرفدنا بمؤلفاته الجديدة ويسدد خطاه إنه سميع مجيب.