كتاب "علي بن ابي طالب سلطة الحق"
لهذا الكتاب قصة زمنية طويلة، اشتريته من معرض الكتاب منذ زمن طويل قبل دخول المنظمين للمعرض لسحبه بهيستيريا من دار النشر المصرية "سينا" وكان بتلك السنة الكتاب الوحيد الممنوع على حسب علمي.
احتفظت بالكتاب لسنوات ليكون في قوائم الانتظار للقراءة ونسيته مع الانشغالات بدراسة الطب الطويلة والصعبة.
اعدت تذكر الكتاب والمؤلف اثناء تواجدي بلندن حيث حدثني الصديق العزيز الاستاذ صلاح عمر العلي وزير الثقافة العراقي السابق ضمن جلساتنا المعتادة والتي كنا نتحدث فيها بمختلف المواضيع ولكن صادف الحديث عن المؤلف عزيز السيد جاسم وهو ايضا صديق شخصي للأستاذ صلاح عمر العلي وبأثناء الحديث وصفه بالشخصية العربية العراقية القومية الرفيعة وبالمثقف من الطراز الاول والمبدع بالكتابة الموسوعية وتناول ظروف اعتقاله وقتله من الطاغية صدام حسين وتلك قصة طويلة قالها د. حميد عبدالله لاحقا ببرنامجه "تلك الايام" وعندي تفاصيل أكثر ولكن لن احكيها.
عندما بدأت بقراءة الكتاب انبهرت بما فيه من عبارات تحمل معاني فكرية عميقة وايضا قراءة عبقرية لمواقف علي بن ابي طالب .
هنا فهمت الالم الشديد الذي كان يعبر عنه الاستاذ صلاح عمر العلي عندما تكلم عن استشهاد عزيز السيد جاسم بسجون الطاغية صدام حسين وعن مدى الخسارة للعرب والعراق بفقدان مثل هذه الشخصية الفذة.
وهي جريمة مضاعفة من جرائم الطاغية صدام حسين ضد كل ما هو حياة وخير وانساني.
للأسف الشديد على بن ابي طالب وهو عنوان للوحدة الإسلامية وعنوان للتسامي عن كل الم شخصي يتم قراءته بزماننا هذا قراءة طائفية او قراءة متشنجة.
ولا تتم قراءته كتجربة تاريخية عاشت الاسلام بكل وجدانها منذ البداية كما قال الشهيد عزيز السيد جاسم:
"ففي بيت الله العتيق الذي اعتقه الله من الطوفان القديم ومن الرق في محراب الله ولد علي بن ابي طالب مديرا ظهره للأصنام"
هنا قراءة رائعة لموقف علي بن ابي طالب من الاصنام منذ الولادة بموقع جغرافي يحمل دلالة مقدسة وموقع الهي.
بداية الولادة بالرفض.
قال علي بن ابي طالب "لا" بموقع ولادته الجغرافي وهو لا يستطيع الكلام.
عند "علي بن ابي طالب" الصمت رسالة؟!
وللحديث بقية