يتداول بعض الاصدقاء اغنية لاحد الفنانين الخليجيين تزعم انتماء سندباد لبلده! وهي حلقة جديدة من مسلسلات سطو الفن الخليجي المستجد على التراث العراقي العريق! دع عنك ادعاء بعض مهايطية الامارات أنهم سومريين ثمً زعمهم أنهم بقايا العباسيين، بل وحتى سرقة قصة ام شاؤول البصرية لتصبح أم هارونُ الكويتية !
لكن الغريب سرقة شخصية سندباد وزعم انه بحار كويتي خليجي! في الأصل فان قصة سندباد ترد لاول مرة في الف ليلة وليلة على لسان شهرزاد في الليالي ٥٥٨-٥٦٥ أحد أهم كتب السرد الخيالي الغرائبية في الأدب العربي، وهو حسب القصة بحّار عربي شهير عاش في بغداد والبصرة،
تناولت على قص مغامراته سبع قصص في الف ليلة وليلة في ايام الخلافة العباسية وعاصر هارون الرشيد بين أعوام ٧٨٦-٨٠٩ م انتقل من بغداد البصرة ليبدأ في رحلاته عبر المحيطات والبحار المختلفة ليصل إلى السواحل والقارات البعيدة( يرجح أنها سواحل الهند وجنوب آسيا وشرقي أفريقيا وجنوبها) وجزر لم يصلها أحد قبله ليعود إلى البصرة فيخبر أهلها بما رآه وما صادفه من مغامرات!
والتنافس على أصل قصة سندباد ليس جديدا، فقد زعم بعضهم أنه بحار عماني من صحار ، هو البحار العربي العماني احمد بن ماجد، ولكن هذا الزعم مردود لان احمد بن ماجد عاش بين ١٤١٨ إلى ١٥٠٠ م، اي بعد كتابة وشيوع قصص سندباد في الف ليلة وليلة بحوالي ستة قرون
حاول بعض الأدباء الفرس نسبته إلى أصول ايرانية ففي كتاب السندباد نامه للاديب ظهير سمرقندي في القرن الثاني عشر الميلادي، وكان تجميعا لحكايات ومرويات شفوية فارسية عن شخصية سندباد وبحارة عرب، وساعد في ذلك أن اسم سندباد فارسي يعني ( زعيم نهر السند)...
لكن ذلك يرد لعدم إهتمام الفرس بالبحر والمغامرات البحرية كثيراً، إضافة لتأخر تدوين كتاب السندباد الفارسي عن عصر تدوين الف ليلة وليلة بأربعة قرون، حيث كان البطل فيها البحار العراقي البغدادي البصري الذي يسكن جزيرة سندباد في البصرة ( حيث لا زالت لحد الآن تسمى جزيرة السندباد باسمه حيث يزعم انها كانت مستقره بين الرحلات البحرية الطويلة).
اما بالنسبة للاسم فمعروف أن بغداد والبصرة كان فيها كثير من ذوي الاصول الفارسية او المتاثرين بالثقافة الفارسية مثل الكورد الفيلية.كما ان هناك رأي يزعم أيضا أن السندباد هي من بقايا اللغة الاكادية حيث كانت قصص البحارة الاكاديين والبابليين كانوا يجوبون البحار جيئة وذهابا وبقيت مغامراتهم تتداولها الناس شفويا!
وفي اشتقاقه يكون اسمه سن دو باد اي عبد الاله سن ( اله القمر)...لكن في كل هذه الاحتمالات لم يرد ولو فرضا بنسبة واحد بالمليون أن سندباد كان كويتياً أو اماراتيا! وربما لو سأله أحدهم عن هذين القطرين لما عرفهما اصلا ولقال في كل مغامراتي ورحلاتي لم أعثر على هكذا أماكن ولم أصادف مثل هذه المخلوقات المتكرشة الغريبة التي كان كل امتيازها وجود النفط اسفل اقدامها فراحت تسطو على تراث وتاريخ الاخرين.