هناك الكثير من أولياء الأمور لا تعجبهم تصرفات أبنائهم او بناتهم ولكن .. ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على أخذ القرار الحازم والذي يحتاج في بعض الأحيان للشدة و القساوه يحول دون رفضهم لهذه التصرفات مما يجعلهم يكتفون فقط بالرفض الداخلي ، اي داخل أنفسهم، وتأييدها ظاهرين او حتى رفضها داخليا وظاهريا ولكن عدم أخذ أي ردة فعل اتجاهها يجعل هذه التصرفات تزداد وتنتشر بين جميع أفراد المنزل .
حتى وإن اصبحت هذه التصرفات قد تتسببت بالأذى للآخرين سواء من الجيران او أبناء المنطقة وغيرهم .
وبالتالي فإن ولي الأمر بشكل من الأشكال يكون هو مشارك فعلي في هذه التصرفات فلا يكفي رفضها داخليا او حتى ظاهريا بدون ردة فعل قويه عليها لمنع تكرارها من قبل الفاعل أو تفكير غيره بتقليدها .
وهكذا هو العراق اليوم ...
فليس بالضرورة تكون كل القرارات الصادرة من الوزارات او الحكومات المحلية او المديريات هي بموافقة رئيس الوزراء او الوزير ، ولكن ضعف رئيس الحكومة او الوزير او المحافظ او رئيس الوحدة الإدارية يترك الباب مفتوح لإصدار القرارات كيفما يشاء هذا الشخص او ذاك وبما تتناسب و اهوائه ومكاسبة الشخصية ، حتى وإن كانت خلاف ما يصدر من قرارات من قبل رئيس الوزراء او الوزير او رئيس الوحدة الإدارية لضعف شخصيته او بسبب ردة الفعل التي يأخذها للحد من هكذا تصرفات .
لان من أمن العقاب أساء الأدب، وبالتالي فإن وجود الضعف الواضح لدى المسؤول يقابلها قوه للأفراد بدعم حزبي او غيره لكون هذا الفرد سواء كان وزير او بدرجة اقل هو مصدر من مصادر الربح لديهم يجعل من هذا البلد يسير نحو الهاوية والعودة للعصور الحجرية .
لذلك فإن أردنا أن نعود بالعراق لما كان علية او للافضل وكما يستحق فإننا نحتاج إلى شخصية قوية مستقلة تقود بدون ضعف او تردد تعاقب من يسيء و تثيب من يعمل بإخلاص ، وهذه الشخصية غير موجوده حاليا في العراق مع الأسف بسبب سيطرة الأحزاب على مفاصل ومقدرات البلد ووفق قانون تم صياغته و اقراره ليناسب كل تفاصيل تحركاتهم و طموحهم .
فمتى ما تم تقيد وتحجيم عمل الأحزاب يقابله قيادة قوية نزيهة تعمل لمصلحة وطن هنا فقط نقول اننا بدأنا في خطوات بناء وطن .
انتهى ....