قال رسول الله (صلى الله عليه واله) علي خير البشر ومن أبى فقد كفر، وقال (ص): حب علي عبادة، والنظر الى وجه علي عبادة، و... هو ميزان الأعمال، قسيم الجنة والنار، ساقي الكوثر، وصي النبي دون فصل، إمام المسلمين وأمير المؤمنين؛ الحد الفاصل بين الحق والباطل، والعدالة والظلم، والحقيقة والانحراف، والحكم الاسلامي والسلطة الأموية؛ سيف العدالة السماوية، ناصر المستضعفين وقاهر المتجبرين الظالمين، رافع لواء الاسلام وقاتل صناديد العرب الجهلة الكفرة..
كثيرة هي مناقب وفضائل الامام امير المؤمنين عليه السلام لا يستطيع العالم عدها وقد كتبت في فضائله الكثير من المصنفات والمؤلفات والمجاميع والمتتبع لكتب الفهارس يجد ذلك جليا واضحا والاحاطة بها ضرب من المحال فانه عليه السلام مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد أهل الفضل فضاءلهم واليه انتهت رئاسة اهل الفضل وذلك لانه عليه السلام يستمد من فوارة النور اللامتناهي ألا وهو الرسول المصطفى صلى الله عليه واله روحي وارواح العالمين له الفداء لانه سنخه وفرعه وكما قال عليه السلام "انا من محمد كالضوء من الضوء" - إبن أبي الحديد المعتزلي .
كيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ أولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "لما خلق الله النار".
الحديث عن سيف العدالة السماوية ووصي الرسول (ص) دون فصل أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) طويل لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، فكيف بمقال قصير مثل هذا أو كاتب حقير مثلي، حتى قال ابن عباس "لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام".
أمير المؤمنين الامام علي (ع) ذلك الذي نزلت في حقه عشرات الآيات في كتاب الله المجيد منها ما جاء في سور: المائدة الآية 3و54-55و67، والمعارج 1-2، والبينة 7، والسجدة 18، ومريم 96، والرعد 7 و28و29، وهود 17، والانبياء 7، والواقعة 10-11، والتوبة 119 و19 و1 و3، والصافات 24 و130، والانسان1و8، والتحريم 4، والأعراف 46 و181، و البقرة 207و274، ومحمد 30، والحديد 19، والزمر 33، والفاتحة 5، والانفال 62، والنساء59،و.. غيرها من آيات الذكر الحكيم حيث لم يتسع المقال لذكرها كلها.
من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في تاريخ الكون وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار الهية جمة ، أن يصطفي الله عزوجل لعبد أصطفاه حتى موضع مولده ، ليجمع له مع طهارة مولده شرف محل الولادة ، ويخصّه بمكرمة ميزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشرية جمعاء .
هكذا كان مولد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة حيث كان يوم الجمعة المصادف الثالث عشر من شهر الله رجب المرجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة وقبل البعثة بعشر سنين أي حوالي عام 600 م (23 قبل الهجرة) ، وقيل: ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل (اعلام الورى 1: 306، إرشاد المفيد 1: 5، عليٌّ وليد الكعبة للأوردبادي وكشف الغمَّة).
يروى إنَّ أُمَّه فاطمة بنت أسد لمَّا ضربها الطلق ، جاءت متعلِّقة بأستار الكعبة الشريفة ، من شدة المخاض ، مستجيرة بالله وَجِلةً ، خشية أن يراها أحد من الذين اعتادوا الاجتماع في أُمسياتهم في أروقة البيت العتيق أو في داخله ، فانحازت ناحية وتوارت عن العيون خلف أستار بيت الله الحرام ، واهِنةً مرتعشة أضنتها آلام المخاض؛ فألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول "يا ربِّ ، إنِّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم وأنَّه بنى البيت العتيق ، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت وبحقِّ المولود الذي في بطني الا ما يسرت عليَّ ولادتي ".
قال يزيد بن قعنب: فرأيت البيت قد إنشقَّ عن ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى ، ثُمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 : 201 وتاريخ الطبري 2 : 56 ـ 57 و تاريخ اليعقوبي 2 : 23.
من المعلوم: أن للكعبة باباً يمكن منه الدخول والخروج، ولكن الباب لم ينفتح، بل إنشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، وحتى لا يمكن إسناد الأمر الى الصدفة.
والغريب: أن الأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى اليوم بالرغم من تجدد بناء الكعبة في خلال هذه القرون، وقد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار، وغالبية الحجاج يلتصقون بهذا الجدار ويتضرعون إلى الله تعالى في حوائجهم.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف ، ولد في 13 رجب 23 قبل الهجرة المصادف 17 مارس 599 ميلادي في جوف الكعبة في مكان لم ولن يولد مخلوق لا من قبله ولا من بعده أبداَ وهي فضيلة خصه الله سبحانه وتعالى بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لمكرمته، واستشهد بمخطط الغدر والخيانة والنفاق والجاهلية والقبلية في محراب مسجد الكوفة في 21 رمضان 40 للهجرة والمصادف 28 فبراير 661 للميلاد.. هو من نموت ونحيا من أجله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين ونرفع شعار "أقتلونا فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة" في حبهم وولائهم والسير على نهجهم والتلمٌذ في مدرستهم.
جاء ذكر مناقبه في الكثير من كتب العامة قبل الخاصة، منها ما ذكره الحاكم النيسابوري (المستدرك 3 / 483)، وشاه ولي الله أحمد الدهلوي ( إزالة الخفاء)، وشهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الالوسي (شرح عينية عبد الباقي افندي العمري ص15)، ومحمد بن يوسف القرشي الشافعي (كفاية الطالب / الباب السابع : 260)، ومروج الذهب / 2 / 2 ط مصر ، واثبات الوصية / 155 ط ايران ،وعبد الحميد خان الدهلوي ( سير الخلفاء 8 / 2) ،والحلبي (إنسان العيون 1 / 165)، وفي (مرآة الكائنات 1 / 383)، وابن طلحة الشافعي (مطالب السؤل:11) ، والصفوري الشافعي (نزهة المجالس 2 / 204)، وحمد الله المستوفي (تاريخ كزيدة)،وابن الصباغ المكّي المالكي (الفصول المهمّة : 14) ، ومؤمن الشبلنجي الشافعي (نور الابصار / 73 ط مصر)،وابن الجوزي (تذكرة خواص الأمّة : 7)، وأحمد بن منصور الكازروني (مفتاح الفتوح)، وصدر الدين أحمد البردواني (روائح المصطفى : 10 ط 1302 هـ) ، والشيخ محمّد حبيب الله الشنقيطي, المدرّس بالازهر (كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب: 25) .
وقالت عائشة سمعت رسول الله يقول: "علي خير البشر ومن أبى فقد كفر" - جاء في كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 119 + 245، والحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلم في تاريخه الكبير الطبعة القديمة، وخرجه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ( ص 246 )، وخرج الحديث المناوي في كتابه ( كنوز الحقائق ) المطبوع بهامش الجامع الصغير للسيوطي الشافعي (ج 2 ص 20 و21) من سنن أبي يعلى، وخرج علي المتقي في كنز العمال ( ج 6 ص 159 )، وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب : 9 /419، وفي كنوز الحقائق: ص 98 طبع بولاق، وفي تاريخ بغداد للخطيب 3 /192 و7 / 421، وفي تقريب التهذيب لابن حجر 9 / 419، وفي تاريخ دمشق لاابن عساكر : 2 / 444 - 448 من رقم 954 – 96، والخوارزمي في المناقب : 66 ، وأخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3 / 62) ح / 4175، وفي ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 271 . وفي منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسندج 5 ص 35 . وفي تأريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 154 وج 7 ص 421 . وفي فرائد السمطين ج 1 ص 154 .، وشواهد التنزيل : 2 / 357 ، والآية في سورة البينة : 7، وفي نهاية العقول في دراية الاصول الامام فخر الدين الرازى المتوفى 606.