مجلس حسيني ــ ولادة الإمام علي (ع) سره , حبه /الشيخ عبد الحافظ البغدادي

الخميس - 05/03/2020 - 19:35

أهوى رباك وكيف لي بمنازل***** حشدت علي ضغائباً وحقودا
لو شئت أن تعطي حشاي صبابة***فوق الذي بي ما وجدت مزيدا
بشر أقل صفاته ان عاينوا *******منهن ما ظنوا به المعبودا
وصفات فضل اشكلت معنى فلا*** **اطلاق يكشفها ولا تقييدا
سبقت مكارمك المكارم مثلما ** **ختمت لعمر فخارك التأييدا
فليحسد الحساد فضلك أنه ****شرف يزيد على المدى تجديدا

بسم الله الرحمن الرحيم
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} البقرة 165
تعريف الحب : الحُب هو انجذاب القلب بحالة غير إرادية نحو المحبوب , لأسباب تختلف من شخص لآخر،وغالبا يرافق الحب أنواعاً من التمنيات والآمال ، كأن يتمنى الحبيب أن تصبح حبيبته شريكة حياته... او يحب شيئا فيه حالة جذب ( أي حالة ) جعلته يتعلق بالمحبوب.. وهناك اراء في تفسير الحب عن الفلاسفة والروحانيين والرومانسيين وغيرهم ..الموضوع الذي أتناوله هو حب الله وكيف يكون . 
الاية المباركة تتناول مفهوم الحب بين المخلوق والخالق .. كيف يكون ..؟ علما ان الله لا يمكن ان نتصور شكله وكينونته وسنخه . فكيف نحبه وهو حتى( لا توجد صورته في المخيلة) ولذا أنكره الناس..!! لانه فوق مستوى العقل البشري . رغم وجود فضله وعطاءه .. المهم كيف احبه وما هي العلاقة وحجمها ..؟
** هناك قضية بقاء الجنس البشري بنظام واحترام وعطاء وتضحية وبناء أسرة. هذه البنية الاجتماعية تحتاج إلى تضحيات كثيرة ..حققها الله تعالى للبشر والحيوان من خلال الحب (جعله صيره) في قلوبهم فتحول الزوجان الى خلية من العطاء كل منهم يقدم لعائلته اغلى ما يمكنه تقديمه ..عبر عنها القران بقانون اسري عن طريق الحب .. فقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.. 
اذا كان النظر ياتي عن طريق العين.. والشم من الانف . والمشي بالرجلين .. وهكذا , فان بقاء الاسرة يتم عن طريق ( المودة والرحمة ) فيكون الانسان في سكن جنة من جنان الارض. " جاء في المثل جنة الرجل داره " فما هي المودة والرحمة .. المودة هي الزيادة في الحب يضاف لها رحمة .هاتان الخصلتان تجعل المرء يرتبط بالعائلة .فتنتج ايثارا.. والإيثار هو ان تفضل الأخر على نفسك .. 
بعد هذه الجولة في معنى وحالات الحب نعود إلى الاية المباركة .. كيف أحب الله .؟ وكيف اعرف نفسي إني أحب الله ..؟ 
اختلف الفلاسفة والمفسرون في تحديد الطريقة التي تضعني في صفوف المحبين لله تعالى..(اذا كان الحب هو انجذاب بين الإنسان وشيء أخر) .. القران يبين ان الله ليس كمثله شيْ( فما هو الله ؟. حسب منطوق الايه ألقرانيه ليس كمثله نشئ) .
ما معنى الشيْ ..؟ أولا الشيء يثنى ويجمع .. شيئان وأشياء .. وهذه لا تصح لله .. ثانيا كلمة شيء لو وقعت في الأذن والعقل تتحول إلى صورة صورة معينة , وحاشا لله ان تكون صورته في عقول الناس .. (الشيْ ما يتصوَّره العقل او يرى بالعين القران يقول ليس كمثله شيْ .. كيف عبر الله عن ذاته المقدسة ..؟.
الجواب / كل الاشياء في الكون لا تشبه الله فهو ليس جسدا ولا إبعاد ولا لون ولا شكل ولا كتله بحجم ولا يشغل حيزا من الفراغ ... إذن لا تدركه العقول ولا يمكن لاي مخلوق ان يتصور شكل وحجم وماهية الله تعالى ...اذن كيف اصل الى محبة الله ..؟ الاية تقول :" والذين آمنوا أشد حبا لله ". لا بد ان احدد جهة احبها ..
** لتقريب الصورة ..هناك ما يبين واقع الآية .( والذين امنوا اشد حبا لله ) كيف يكون ذلك الحب ..؟ الجواب هناك حوادث في تاريخ القران بينت كيفية حب الله .. منها قوله تعالى :" يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةِ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَـفِرِينَ يُجَـهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِم "..تفسيرها : تنبّأ القرآن بارتداد جماعة عن الإِسلام. ** هذه الآية أتت بقانون عام يحمل انذاراً لجميع المسلمين، منه :أكّدت أنّ من يرتد عن دينه فهو لن يضر الله بارتداده أبداً، ولا يضر الدين والمجتمع لأنّ الله كفيل بإِرسال من لديهم الاستعداد في حماية الدين، تقول الآية:( فسوف يأتي الله بقوم).و تتطرق الآية إِلى صفات حماة الدين بالصفات التالية .
!-إِنّهم يحبّون الله والله (يحبّهم ويحبّونه).كما تقول الاية ..
2- صفتهم التواضع والخضوع والرأفة بالمؤمنين، بينما هم أشداء أقوياء أمام الظالمين ـ حيث تقول الآية: (أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين ).
3 ـ إِنّ شغلهم الشاغل الجهاد في سبيل الله، إتقول الآية: (يجاهدون في سبيل الله).
4 ـ وآخر صفة تذكرها الآية لهم،: أنّهم لا يخافون لومَ اللائمين في تنفيذ أوامر الله في الدفاع عن الحق، تقول الآية: (ولا يخافون لومة لائم) فهفهم يمتلكون القدرة والجرأة والشّجاعة لمواجهة التقاليد الخاطئة، والوقوف بوجه الأغلبية المنحرفة التي اعتمدت على كثرتها في الاستهزاء بالمؤمنين.
وهناك كثير من المؤمنين لهم صفات طيبة لكنّهم يبدون التحفظ أمام الفوضى السائدة في المجتمع وهجوم الأفكار الخاطئة لدى اغلب الناس المنحرفين .فيتملكهم الخوف ,وسرعان ما يتركون الساحة يخلونها للمنحرفين، في حين المصلحون المجاهدون يمتلكون صفات روحية |,يقفون سدّاً حائلا في الدفاع عن دينهم مرة بالبندقية والموقف ,واللسان والقلم والمال والأبناء ..وهذه الصفات لا تشمل جميع المؤمنين .لان حب الدين فضل من الله يهبه لمن يشاء (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
*** أدلة من الحوادث والأحاديث ).. خيبر بلسان اليهود:معناه الحصن، مدينة كبيرة ذات مزارع ونخل عليها أسوار تحميها من الغارات .. فيها ثمانية حصون .. وهي بلد تاريخي قديم عرفت بهذا الاسم وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية أهمها هو اشتهارها بحصونها وقلاعها فكلمة (خيبر) تعني الحصن بلغة الأقوام التي سكنت خيبر قديما والمعروفة باسم العمالقة أو العماليق...
(( ذرية العماليق )) يجمع المؤرخون أن العماليق من ذرية "عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح"(ع) وهم أقدم سكان الجزيرة العربية، وهم من يسمون "الجبابرة" وصفوا بالطول الفارع، وضخامة الأجسام ..حيكت حولهم الخوارق والخرافات والعجائب والأساطير .. ساحوا في أرض الجزيرة العربية وحكموا الشام والعراق ومصر، وأقاموا فيها المباني والعمارات، وشقوا السواقي والقنوات، وحكموا البلاد والعباد حتى دانت لهم الأمصار في الشرق الاوسط . سكنوا هذه المنطقة منذ القدم إذ أن الشواهد والآثار الموجودة في المنطقة تؤيد هذا الرأي.
**قال ابن عبد البرّ :العماليق نزلوا مكّة .... وكانوا يسمّون المنازل التي ينزلونها بأسمائهم .. قال عنهم الأستاذ ,د, محمد بيّومي مهران : أصل الكلمة عماليق فمجهول ،ولكن هناك قبيلة عربية كانت تسكن العقبة , يسميهم البابليون ماليق , فأضاف إليها اليهود( لفظ عم أي الشعب ) عماليق فسماهم العرب عماليق عمالقة. 
، ثم سرعان ما أطلقت الكلمة على طائفة كبيرة من العرب القدامى .ويذكر التاريخ أن اليهود غزوا العماليق في خيبر وطردوهم من المنطقة وحلوا محلهم وسكنوا خيبر.
وقام اليهود ببناءها بشكل حضاري .. حصون مسيجة مفصولة عن الآخر سار لهم المسلمون في ج الأُولى ۷ﻫ، وفتحوها يوم 24 رجب , على أغلب الأقوال،
*سبب التوجّه لفتح خيبر. يهود خيبر صاروا يحرضون على قتال المسلمين يتامرون ويمدون الناس بالمؤن والسلاح ..فسار لهم الرسول (ص) ب 1400 مقاتل .ذكر ابن إسحاق المعركة .. قال وصل المسلمون إلى خيبر ليلاً، فعسكروا حوله، فلمّا طلعت الشمس، فتح اليهود حصونهم وغدوا إلى أعمالهم،فرأوا رسول الله فقالوا: محمّد والخميس ـ أي الجيش ـ وولّوا هاربين إلى حصونهم. فقال رسول الله(ص): «الله أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» .
فحاصرهم أياما.. وأوّل حصن فتح هو حصن ناعم، ثمّ القموص، ثمّ سقطت حصونهم تباعا وبقي مركز قيادتهم في خيبر . فبعث رسول الله(ص) أبا بكر برايته ولكنه رجع .. ثم بعث في الغد عمر بن الخطّاب بالراية ورجع دون أي نتيجة .. 
تجرأ اليهود وخرجت كتائبهم مدججة بالسلاح يتقدّمهم (ناشر) شقيق مرحب وحمل على الأنصار وكشفهم , فانهزموا صوب رسول الله(ص)، فاشتدّ ذلك على رسول الله، وقال «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كرّار غير فرار، لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه»، فتطاولت الأعناق لترى لمن يعطي الراية غداً، ورجا كلّ واحد من قريش أن يكون صاحب الراية ..كان الإمام علي(ع) أرمد العين، فدعاه فقيل له: إنّه يشتكي عينيه، فلمّا جاء الإمام أخذ لعابا من فمه، ودَلّك عينيه، فبرئتا حتّى كأن لم يكن بهما وجع. ثمّ قال:«اللّهمّ أكفه الحرّ والبرد»، فما اشتكى من عينيه، ولا من الحرّ والبرد بعد ذلك أبداً،دفع أليه الراية وقال له: «قاتل ولا تلتفت حتّى يفتح الله عليك».فقال الإمام «يا رسول الله، علام أُقاتلهم»؟ قال على أن يشهدوا أن لا إله إلّا الله، وأنِّي رسول الله، فإذا فعلوا ذلك حقنوا دماءهم وأموالهم إلّا بحقِّها، وحسابهم على الله عزّ وجلّ» ثم قال يا علي :فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم تتصدّق بها في سبيل الله»..
.فخرج الإمام (ع) . قال سلمه: فو الله رايته يُهروِل وأنا خلفه، نتّبع أثره، حتّى ركز رايته تحت الحصن، فاطّلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: «أنا علي بن أبي طالب»، وخرج أهل الحصن، كانوا يظنون انه سيهرب كما هرب صاحباه .. وأول من قاتله ناشر أخو مرحب كان فارساً شجاعاً، فانكشف المسلمون وثبت له علي(ع)، فقتله وانهزم اليهود إلى الحصن. فلمّا علم مرحب بمقتل أخيه نزل للمعركة فلبس درعين وتقلّد بسيفين ،وعلى رأسه مغفراً مثبت عليه حجر ، وهو يرتجز ويقول:قَدْ علِمَت خَيْبَرُ أنِّي مَرْحَبُ ** شَاكي السلاح بَطلٌ مُجرّبُ
فردّ عليه الامام علي (ع) :أنَا الذي سَمّتْني أُمِّي حَيْدَرة **** أكِيلُكُم بالسَيف كَيل السندَرَة (السندرة هو المكيال الضخم) فاختلفا بضربتين، فبدره الإمام (ع) بضربه قدّ الحجر والمغفر ونزل السيف الى أضراسه . فخر مقتولا ..
فكبّر الإمام وكبّر معه المسلمون، فانهزم اليهود إلى داخل الحصن وأغلقوا الباب وكان الحِصنُ مُخندقاً حوله، فتمكّن الإمام علي(ع) من الوصول إلى باب الحصن، فعالجه وقلعه، وقلع باب الحصن من الحائط ورماه على الأرض ويقال رماه على الخندق .. ثم اقتحم الحصن اقتحاما ..
**قال ابن أبي الحديد المعتزلي في ذلك: يا قالع الباب التي عن هزّها **عجزت أكفّ أربعون وأربعُ** أأقول فيك سميدع .. كلا ولا حاشا لمثلك ان يقال سميدع .. بل انت في يوم القيامة حاكم .. في العالمين وشافع ومشفع..
شاعر معاصر يقول : سل خيبرا فببابها قد **طوحت كف وانت تذل بها رقابا .. يا قائد الفقراء نحو شواطيْ .. خضراء فيها ما استلذ وطابا .. ان كان غيرك في الشراب سميره .. اثنين انت جعلتهم احبابا .. خبز الشعير وملحة يا سيدي .. وبها غزوت مشاعرا ولبابا .ـــ هناك كلمة للامام الباقر . يقول تترس جدي بالباب واقتحم الحصن اقتحاماً، واقتحم المسلمون والباب على ظهره، فو الله (ما لقيَ عليٌّ من الناس تحت الباب أشدّ ممّا لقيَ من باب بيته حين احرق وضرب بسماره ضلع فاطمة).
..ثمّ رمى الباب . .قال رسول الله (ص) في يوم فَتحتُ خيبر: لولا أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً بحيث لا تمرّ على ملأ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك؛ يستَشفُون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبي بعدي. ** اذن المواقف التي ترسخ دين الله في الارض لو قام بها شخص عمله خالص لوجه الله .يكون محبوبا عند لله ..لانه من خلال مواقفه يدل على دين الله ..وهو وجه الله ... 
.... ما معنى الوجه في القران .. وكيف يكون امير المؤمنين وجه الله .. ؟ لا بد ان يكون هناك سر لا يعرفه إلا الله والرسول .. وهو معنى كلامه :" اخشي ان تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم".يعني ان يتخذوك الهَ.
***(÷÷÷) يقول تعالى:" (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )ويقول :" (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) من هاتين الآيتين ذكر القران مصطلح (وجه الله) .وفي اية اخرى . جاء على لسان إبراهيم (ع):{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم) اذن هو ينسب أشياء أليه لتدل على ذاته المقدسة . 
ثم ياتي القران يعطي القدسية التامة لذلك البيت .. انه جعله شعيرة اسلامية كبرى وهو مجموعة من الحجر والطابوق والخشب.. {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ } اطلق على مكان وقف فيه ابراهيم تسمية مقام ابراهيم وجعله شعيرة من شعائر الحج }.والحجر لا عقل له .. بينما الانسان الذي منحه الله العقل . واوقف العقل والجسم كله في سبيل دين الله .. فانه يكون وجه الله.
*** قبل التطرق للمعاني في الآيتين نُورد بعض معاني ( الوجه ) في اللغة : لان الوجه في اللغة ينقسم الى عدة أقسام : 
1. الوجه :هوالجزء من الإنسان المركب به عينان إنسان وحيوان .وهذا لا يصح لله. 
2. الوجه : هو أول الشيء ويسمى واجهة البيت اوواجهة المكتب او الكتاب .
.وأول النهار يسمى وجه النهار . وقد عبر الشاعر الحسيني السيد الحلي بقصيدة يقول فيها.وجه الصباح علي ليل مظلم .... وربيع أيامي علي محرم .. الخ 
3. الوجه : القصد والغاية والدعاء عن عبد الله بن أبي رافع عن الأمام علي (ع) أن رسول الله(ص) كان إذا قام إلى الصلاة قال:( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
4. الوجه : القدر والمنزلة ، يقال فلان أوجه من فلان أي أعظم .. 
5. الوجه : الوجيه الرئيس المنظور اليه .. المحترم الشريف نقول عنه وجيه .. هذه كلها المعاني اللغوية لا تصح ان نطلقها على الله .. اذن وجه الله هو شيء اخر غير الواردة في المعاني اللغوية المذكورة ... فلان وجه القوم .. وجه العشيرة .
*** نعم وجه الله بين وواضح في كل مكان (لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) المقصود بالمشرق والمغرب في الآية ليس هو الجهتين المذكورتين بل هو كناية عن كل الجهات. كأن نقول فضائل الامام علي (ع) سعى اعداءه للتغطية عليها، لكنها انتشرت في شرق الدنيا وغربها (أي في كل العالم)وسبب شيوع الشرق والغرب في الكلام لأن الإنسان يتابع هاتين الجهتين، من خلال الشروق والغروب ( فثمَّ جهة الله) أي كل جهة وكل مكان فيه نور الله والادلة على وجوده ؟ .
*** رأي المذاهب الاسلاميه في معنى الآية : انه في حال السفر إذا صلى الإنسان النافلة فإنه يصلي حيث كان وجهه .يصلي الى أي مكان تقبل منه فثم وجه الله. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ اذن كل واسطة وكل طريقة تجعلك تصل الى وجه الله , (هي كلمة مجازية فيها حقيقة بلاغية ) ولذا علي هو من قام الاسلام بسيفه .. وهو الذي اعطى صورة العدل في الاسلام , فكان بحق وجها يصل من خلاله الناس الى معرفة الله وحين يصف الامام علي (ع) نفسه وجه الله هنا .. يعني هو واسطة وطريق يصل إلى معرفة أصل الشيء تسمى وجهاً) وغير هذه الوجهة تعني الوهم والضلال.
مثال : لو ارددنا أن ننظر إلى قرص الشمس في يوم فيه السماء صافية لما استطعنا النظر مباشرة لأنه لا يمكننا لشدة توهّجها،ولكن لو نظرنا على صفحة الماء, نتمكن من مشاهدة لقطات من قرص الشمس هذا نسمّيه النظر إلى الشيء من خلال الواسطة، بواسطة الماء ..عليه يكون معنى الوجه هو ما يتوجه إلى الشيء من خلاله فيتم التعرّف عليه خصوصا بعدما عرفنا للوجه عدة معاني ، فليس لله تجسيم ، ولا تشبيه ، ولا يُدركه وصف الواصفين .
****حقيقة وجه الله في قوله ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) وجه‌ الإنسان‌ أفضل‌ وأرقى‌ عضو فيه‌ ، هو المشير إليه ، ونحن عندما نخاطب إنسان نتوجه إليه من خلال الوجه لانه الجزء الذي يُميز الشخص عن الآخر ,بينما الله سبحانه - منزه عن الجسمانية (ليس له وجه بالمفهوم الظاهر) ، إنما يُعبر بالوجه عن ما يُشير ويدلل على نور الله وقدرته, جبروته ,عظمته , بل كل المعاني التي تخصه ويتوجه اليه الناس من خلال ما يفهمونه عنه .( وابتغوا اليه الوسيلة). في تفسير القمي : في قوله تعالى:«و يبقى وجه ربك» قال:ويبقى دين ربك، واهل البيت هم حقيقة الدين .. (اني تارك فيكم الثقلين) .. قال علي بن الحسين (ع) : نحن الوجه الذي يؤتى الى الله منه. في مناقب ابن شهرآشوب: قوله: ( ويبقى وجه ربك) قال الصادق (ع): نحن وجه الله.ليس اهل البيت فقط هم وجه الله { بل كل آياته في الخلقة التكوينية وكل الأنبياء والملائكة والكتب المقدسة } كلها دالة على ذلك الوجه الشريف ، هن الوسائل التي من خلالها نتعرّف على كماله وبهائه وعظمة قدره .
** من زمن رسول الله (ص) الى زمن الإمام الحسن العسكري ، كان المعصوم الموجود في زمانه يمثل وجه الله أما في زمننا الحاضر ،فإننا ندعو بدعاء الندبة وفيه دلالة واضحة على وجه الله :نقرأ "أَيْنَ وَجْهُ اللَهِ الَّذِي‌ يَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ الأولياء". واحد الألقاب المباركة‌ لبقيّة‌ الله‌ ، حيث‌ نقرأ في‌ زيارته‌ عليه‌ السلام‌: السَّلاَمُ علی وَجْهِ اللَهِ الْمُتَلَقِّبِ بَيْنَ أَظْهُرِ عِبَادِهِ .
اذن في عقيدتنا حصرنا التوجّه الى الله إنها تتمّ من خلال الامام المعصوم ، فهو باب الله .. وهو وجه الله .وأشارت لذلك العبارة الواردة في دعاء ندبة والتي تقول : (أين باب الله الذي منه يؤتى)،
*** حصرية التوجّه إلى الإمام الحجّة (عج) ، لا يعني عدم جواز التوجّه إلى غيره وأولهم الرسول(ص)والأئمة كلهم فهم وجه الله الذي يؤتى الى الله منه .. وهم الوسيلة التي توصلنا الى الله .. وقد أشارت آية قرآنية لذلك :: قال الله تعالى مخاطباً نوح (ع) في صنع السفينة : {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} فهل لله عين ؟. لا بد ان نرى اين تلك السفينة .. وهل انتهت او بقيت ليومنا هذا ..؟ ومن الأحاديث النبويّة المتواترة لفظاً ومعنىً وتفصيلا وإجمالا ، عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ حديث السفينة. قال رسول الله محمّد (ص) : « مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى » .
*** لمّـا سئل الامام الصادق(ع) عن الحديث « إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » : ألستم أنتم سفن النجاة ؟ فقال (ع) : كلّنا سفن النجاة إلاّ أنّ سفينة الحسين أوسع وأسرع. كما أنّ للجنّة أبواباً ، منها باب يسمّى باب الحسين وهو أوسع الأبواب. فالسفينة الحسينيّة سعتها بسعة الخلائق ، وتضمّ جميع العباد من آدم (ع) إلى يوم القيامة... هم من نتوسل بهم في طلب الحوائج ، وهم من يرون أعمالنا وعباداتنا ، وتعرض أعمالنا عليهم ، وتنزل صحيفتنا في ليلة القدر عليه ، ويوم القيامة هو الذي يوقع صحيفة الأعمال ويسلّمها لرسول الله(ص) حين تحشر كل امة تحت راية إمامها ...
*** كي لا نبقى في حيرة . لا بد ان نعرف المقام الإلهي .. ولكننا متأكدون انه لا يمكن أن تُدْرَك حقيقته، أو أن توصف ذاته..ولا يمكن أن يعرفه الإنسان,لا بد ان يكون وجهة يتوجه لها الناس .. يحبونهم ويعظمونهم . لتكون لهم اثار حب الله.
من كل شيء، إنما هو الوجه الذي يظهر له منه، فكان لا بد من معرفة الله بما يظهر لنا منه ويواجهنا اليه، وهو هذه الآثار والتجليات لصفات ربوبيته لنا تبارك وتعالى، على شكل خلق، ورزق، وشفاء، وهداية، ورعاية، وما إلى ذلك..فنحن نعرفه سبحانه من خلال ما نتلمسه من هذه الآثار لصفات ربوبيته في واقع حياتنا.. وفي كل ما يحيط بنا..ولا شك في أن إرسال الأنبياء والأوصياء لهداية الناس، هو من أظهر تجليات تلك الصفات، التي نصل إلى الله تعالى من خلالها..فهم إذن الوجه الذي نراه، والذي نعرف الله بالنظر إليه، ونَتَلمَّس فضل الله من خلالهم 
** جميع المسلمين حين يذكرون النبي محمد (ص) يقولون عنه حبيب الله .. لنسمع ما ذكره علماء المذاهب عن حب علي ..روى العلاّمة محب الدين الطبري الشافعي في «الرياض النضرة» قال : قال رسول اللّه (ص)" إنّ اللّه اتخذني خليلاً كما اتخذ ابراهيم خليلاً ، و انّ قصري في الجنة و قصر إبراهيم في الجنة متقابلان ، و قصر علي بن أبي طالب بين قصري و قصر إبراهيم ، فياله من حبيب بين خليلين .وروى الخطيب ابن المغازلي الشافعي في «مناقب علي بن ابي طالب(ع) قال :قال رسول الله (ص) :اذا كان يوم القيامة صَفّ الله عَز و جلّ لي عن يمين العرش قُبّةً من ذهب حمراء ، وصفّ لابي ابراهيم قبةً من ذهب حمراء وصفّ لعلي فيما بينهما قبةً من ذهب حمراء ، فما ظنُّكَ بحبيب بين خليلين.. بين الحبيب والخليل.
حب علي هو حبّ الله.. روى الحديث عبد الله بن مسعود. ورواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد»قال عن عبد الله بن مسعود ، قال :قال رسول الله (ص) :«مَن أحَبَّني فليحبّ عليّاً ، ومَن أبغَضَ علياً فقد أبغضَنَي ، ومَن أبغضني فقد أبغض الله عَزّوجَلّ ، ومَن أبغَضَ الله أدخَلَه النار».وروى سبط ابن الجوزي . في «التذكرة» (ص32) قال :عن النبي(ص9 قال:«من احَبَ علياً فقد اَحَبّني ، ومَن أبغَضَهُ فقد أبغَضَني ، ومن أحَبّني أدخله الله الجنة ، ومَن أبغَضَني أدخلهُ الله النار» .

أخو الذكر والمحراب ان جن ليله ***وصنو القنا والسيف ان طلع الفجرُ
وفارس مضمار البيان بــــنهجه ***** تلاقى البيان الجزل والفكر والغرُ
تزود منه كل عصر كما اشتهى ********* ومازال للدنيا بمزوده ذخرُ
ستلقاه حياً في الروائع كلها *******وفي كل سفر ٍ من روائعه سطرُ
فان قيل هذا قبره قلت أربعوا ******أهذا الكيان الضخم يجمعه قبرُ ؟!
ولكنه باب الى معطياته ************يمد غناه من بـــــساحته فقرُ