بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ{1}
تستهل السورة الشريفة مهددة ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ) , تهديد بالعذاب الشديد للذين يبخسون الميزان .
( عن الباقر عليه السلام قال نزلت على نبي الله حين قدم المدينة وهم يومئذ اسوء الناس كيلا فأحسنوا بعد عمل الكيل فأما الويل فبلغنا والله اعلم انها بئر في جهنم .
وعنه عليه السلام وأنزل في الكيل ويل للمطففين ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا قال الله تعالى فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ{2}
تستمر الآية الكريمة مبينة معرفة المطففين ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) , أي اذا اكتالوا من الناس اخذوا فوق حقهم على حساب حقوق الناس .
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ{3}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) , اما اذا كالوا او وزنوا هم للناس ينقصون الكيل والميزان .
أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ ) , المطففين , ( أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ) , للحساب .
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ{5}
تضيف الآية الكريمة ( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) , يوم القيامة , فلا يوم اعظم منه , وعظمته لعظم ما يكون فيه .
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{6}
تستمر الآية الكريمة ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) , للحساب والجزاء , وهو اول امر عظيم في القيامة , حيث تبعث كل المخلوقات بعد ان ماتت ودرست اجسامها في التراب .
( عن الصادق عليه السلام قال مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القراب ليس له من الارض إلا موضع قدمه كالسهم في الكنانة لا يقدر أن يزول هيهنا ولا هيهنا ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ{7}
تستمر الآية الكريمة رادعة ( كَلَّا ) , ردعا عن التطفيف والغفلة عن البعث , ( إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) , يقرر النص المبارك ان كتاب اعمال الكفار في سجين , والسجين يختلف فيه المفسرون , فمنهم من يرى انه كتاب سجل فيه العذاب المستحق لهم , واخرون يرون انه من اماكن جهنم مخصص للشياطين واقرانهم , ويرى غيرهم ان السجين هو "الضيق" .
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ{8}
تستمر الآية الكريمة ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ) , تعجيب وبيان لخطورة السجين بكل معانيه .
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{9}
تضيف الآية الكريمة ( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) , مختوم , قد كتب فيه مصيرهم وما يحل عليهم من العذاب , لا ينقص ولا يزاد فيه شيء .
( عن الباقر عليه السلام السجين الارض السابعة وعليون السماء السابعة .
وعنه عليه السلام قال أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت .
عن الكاظم عليه السلام أنه سئل عن قوله تعالى إن كتاب الفجار لفى سجين قال هم الذين فجروا في حق الائمة عليهم السلام واعتدوا عليهم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{10}
تضمنت الآية الكريمة تهديد ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , تهديد لمن كذّب بالبعث .
الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{11}
تستمر الآية الكريمة معرفة المكذبين ( الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) , انهم من يكذب بيوم البعث والجزاء .
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ{12}
تضيف الآية الكريمة ( وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ ) , بيوم القيامة , ( إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) , ما يكذب به الا كل ظالم كثير الظلم , كثير الاثم .
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{13}
تستمر الآية الكريمة ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) , اذا تتلى عليه آيات الله تعالى , فيقول هذا ما سطرته الاقوام السابقة من الحكايات والخزعبلات .
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{14}
تستمر الآية الكريمة رادعة ( كَلَّا ) , ردعا وزجرا لقوله هذا , ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) , الرين هو الصدأ , غلب وغلف قلوبهم بسبب كثرة ما يركبون من المعاصي .
( عن الباقر عليه السلام قال ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا اذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء فان تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وهو قول الله عز وجل كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ{15}
تستمر الآية الكريمة رادعة ايضا ( كَلَّا ) , ردعا ان ينالوا منزلة المؤمنين , وهي ( إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) , الحجب هنا عن ثوابه جل وعلا .
( عن أمير المؤمنين عليه السلام عن ثوابه ودار كرامته .
عن الرضا عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال إن الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ{16}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ) , ثم انهم لداخلوا النار المحرقة .
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ{17}
تضيف الآية الكريمة ( ثُمَّ يُقَالُ ) , يقال لهم على لسان ملائكة العذاب , ( هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) , هذا هو العذاب او الجزاء او المصير الذي كنتم تكذبون به في الدنيا .