"موزارت " معجزة فريدة في التأريخ الموسيقي وأنجازاتهُ في جميع أشكال وأنواع الموسيقى الكلاسيكية ، ومهارة في التأليف الموسيقي بيد أن القدر لم يمهلهُ حيث عاش 35 عاماً مؤسساً مدرسة موسيقية مشخصنة بأسمه " موزارت " ترك بصماته في أرواح عشاق الموسيقى وأثبت أن الموسيقى غذاء الروح وشفاء للمادة الجسدية المريضة بأستعمالها في الطب الصيني القديم والحديث بسمفونيات وسوناتات العبقري موزارت ، وأثبتت الموسيقى هي اللغة العالمية المشتركة بين كافة الحضارات ، وأنها تلك اللغة الخلابة التي تسلب الأفئدة وتُذهِبْ بالعقول لكونها روح مفردات الحياة في كوكبنا الجميل وخطوة أبعد هي حياة الكون الغير ملموسة ، وهي التي تدلُ على قيمة التراث والأصالة عند كل الشعوب .
والعبقرية ظاهرة غير متكررة وغير موروثة وأجلها قصير ، وتبقى العبقرية الفنية هي الموهبة ، وقديماً قيل : أن ما بين الذكاء والموهبة قنطرة وما بين الموهبة والجنون شعرة ، وموزارت أصيب بمرض عضوي لم يؤثر على قدراتهِ الموسيقية لأنها موجودة في تلافيف جزء خاص بالموهبة في مخهِ منذ الطفولة ، وذاع صيتهُ وشهرتهُ الموسيقيّة بين وطنه الأم النمسا و ثُمّ بريطانيا وأيطاليا وفرنسا ، وتألقت أبداعاتهُ الفنية بعد وفاتهِ حتى أخذت أنغامهُ السحرية الخلابة تشدو في جنبات وفضاءات القاعات الزجاجية من البنك والصندوق الدولي في أمريكا على أعتبار أن الثقافة تسهم في التنمية البشرية وفي قدرة الفنانين على تحرير خيال البشر وأطلاق أبداعاته الكامنة في السلع والخدمات .
وعند الدخول إلى عالم الموسيقى أو العالم الروحي نجد أنفسنا أمام (الكبار) في الأبداع الموسيقي أمثال"موزارت" حتى أن ( غنيات ) المطربة اللبنانية فيروز في{ يا --- أنا – يا أنا وياك ، وبياع الخوات ، ومن أيام الولدني} كانت من ألهام سمفونية موزارت 40 و41 أن "موزارت " معجزةٍ فريدةٍ في التأريخ الموسيقي وأنجازاتهِ في كل أنواع وأشكال الموسيقى الكلاسيكية ومهارة في التأليف الموسيقي ولكن الزمن الغادر لم يمهلهُ حيث عاش 35 سنة مؤسساً مدرسة موسيقية مشخصنة بأسم " موزارت "
هو فولفغانغ أماديوس "موسارت" 1756 -1796 ولادة سالزبورغ النمسا ، مؤلف موسيقي نمساوي من أعاظم المبدعين في تأريخ الموسيقى ، رغم أن حياتهُ كانت قصيرة ، فقد نجح في أنتاج 626 عملاً موسيقياً ، وهذه بعض نماذج من أهم أعمالهِ العبقرية : الريكويم أو ( القداس الجنائزي ) الغير مكتملة ، والسمفونية 40 ، السمفونية 41 الرائعة ، وأهم أعمالهِ الدرامية : أوبرا الناي السحري باللغة الألمانية ، وزواج فيغارو، وفي الرومانسيات سوناتو البيانورقم 8 ، أوبرا دونجيفاني ، وكونشيرتو الكلارانيت ، وكونشيرتو البيانو رقم 24 ، فكان رمزاً للعصر الكلاسيكي ، وكان ملحناً متنوعاً فألف في كل أنواع الموسيقى من أوبرا وكونشيرتو وسيمفوني وتتخلل كل هذه الأبداعات الرباعيات الوترية والخماسيات الوترية وسوناتات البيانو ، وهذه النتاجات لم تكن من أكتشافات موزارت بل أن العبقري الشاب أضاف لها التقيدات التقنية وأطرها بلمسات شفافة من العاطفة الروحية المقدسة وخاصة في جوانب الموسيقى الدينية والكنسية ، فظهر في موسيقى موزارت الوضوح والتوازن والشفافية والدقة التي هي أساس مصدر القوّة التي ظهرتْ - كما يجمع النقاد – في رائعتهِ ( البيانو كونشيرتو 24 ) والسمفونية 40 وأوبرا دون جيفوني ، فأصبحت مقطوعاتهِ تدرس كأساس في الموسيقى الكلاسيكية وطغتْ تأثيرات أبداعات موزارت في مؤلفات ( بيتهوفن وشوبان وتشايكوفيسكي ) ، وأنّ بعض النقاد ذكر أن موسيقاه تتسم بشيءٍ من الحزن في غياب الفرح والرجل قد جمع أعلى درجات النضج كموسيقي منذ سنوات طفولتهِ الأولى ، وأجمع النقاد في زمنهِ وبعد رحيلهِ الأبدي " كانت الموسيقى حاضرة معهُ وفيه " لم تكن الموسيقى لدى موزارت وسيلة للعيش بل أوجد مدرسة خاصة بهِ في عصرهِ وبعد مماتهِ تدعى " الموزارتيه " بل ترقى إلى " ظاهرة موسيقية " مسجلة براءة أختراع مشخصنة بأسم موزارت ( أنيس منصور / كتابه الناي السحري – موزارت ) ، وقال فيه الموسيقار تشايكوفيسكي : أني أجد الجمال والبهجة وحب الحياة في موسيقى موزارت ---- أنهُ رمز الصحة والعافية والمرح والجمال ونعيم الدنيا ، وقال أنشتاين عالم الفيزياء الفضائية : موتسارت أعظم موسيقار في العالم --- بيتهوفن خلق موسيقاه بيد أن موسيقى موتسارت من النقاء والجمال لدرجة تجعلنا نحسُ وحدها كجزأ من الجمال العميق لهذا الكون في أنتظار عبقري يكشف عنها الغطاء ، وقال فيه الناقد ( أنتوني تومازيني ) وهو أحد أشهر كتاب الموسيقي الكلاسيكية في نيويورك قال في موزارت : يعتبر موزارت أعظم المؤلفين الكلاسيكيين من غير الأحياء في التأريخ ، وتعتبر أعمالهُ أنجازاً بشرياً مدهشاً وليست نصباً حجرياً تذكارياً أنما هي كائنات حيّة تتنفس بين ظهرانينا ، وللأشارة أن الناقد قد وضع قائمة تضّمُ مشاهير الموسيقيين الكلاسيكيين وفي مقدمة القائمة باخ وموزارت وبيتهوفن وشوبرت .
وكانت المفاجأة أكتشف الوسط الفني في النمسا في نهاية القرن التاسع عشر أكثر من ثلاثة آلاف رسالة مكتوبة بخط موزارت والتي أصبحت فيما بعد تراثاً فنياً ثراً تعود لشخص موزارت الموسيقي أطلقوا عليها أسم ( رسائل موزارت ) وأضيفت إلى التراث الفني الثقافي الأوربي ، وتنقلنا أدبيات الرسائل إلى موهبة موزارت في النقد الفني للموسيقى بالذات والذي ينحو إلى مسارٍ أجتماعي وأدبي وأخلاقي وأحياناً سياسي ، فالأعتراف معلن من المحفل الفني الأوربي في القرنين الثامن والتاسع عشر ، وحسب قناعتي تشكل براءة أختراع فعلاً مع وسام شرف في الأبداعات المبكرة في مدونات موزارت الموسيقية و الرسائل والنقد الفني للموسيقى