التظاهر و المظاهرات هو حق دستوري كفله الدستور العراقي و كذلك هو يعتبر من حقوق الانسان الرئيسية التي اقرتها الامم المتحدة و منظمات حقوق الانسان و معترف بها دوليا اي ان لكل انسان سواء كان ذكرا او انثى حق في حرية التعبير و التجمع و الذي يتضمن مجموعة من الاساليب السلمية التي أكدت عليها العديد من لوائح حقوق الإنسان و الدساتير التي تنسب حق التظاهر إلى حرية التجمع أو حرية التنظيم و حرية الكلام
و تعتبر المرأة العراقية و مشاركتها في التظاهرات و الاحتجاجات على الكثير من القضايا التي يمر بها البلاد و اهمها البطالة و الفساد و سوء استخدام السلطة و سوء الخدمات هذه المظاهرات التي شهدتها بغداد و المحافظات الوسطى و الجنوبية نقطة تحول حضارية و انطلاقة مميزة تعيد للمرأة العراقية صورتها التاريخية و ليس غريبا ان تخرج نساء العراق للمطالبة بالاصلاح و محاربة الفساد و محاسبة المفسدين الذين نهبوا اموال البلد وسرقوا حقوق الشعب ان وجود المرأة في التظاهرات هو اشارة لمدى الوعي التي تمتلكه المرأة العراقية تجاه قضية بلدها و شعبه الصابر رغم التحديات و الويلات الكثيرة التي ألمت بها الا انها لم تتوقف بل قامت بدورها الفاعل في جميع التظاهرات و هي ترفع صوتها احتجاجا للمطالبة بحقوق الجماهير الرافضة للظلم و الاستبداد ، لقد اقتحمت النساء العراقيات ساحات التظاهر التي تميزت بوجودهن البارز و كسرت حاجز الخوف و العادات التي تحاول تقييدهن و شاركن جميعاً من شابات و طالبات و مثقفات ومعلمات و فنانات و اديبات و اعلاميات و ربات بيوت و ارامل و امهات الشهداء وحتى النازحات و المهجرات جمعتهن قضية واحدة هي الاصلاح و كان لهن التأثير الواضح و الفعال للمطالبة بحقوق الشعب المشروعة و الضغط و بقوة على اصحاب القرار من حكومة و برلمان و التي جاءت بنتائج ايجابية ، صوت المرأة كان عاليا و معبرا و مؤثرا لايمكن حجبه او تلاشيه وهتافها ( نريد وطن ) هتاف شهير و مدوي صدحت به كل الحناجر و جاء معبرا عن حاجة الجماهير الغاضبة و المتظاهرة و المطالبة بتنفيذ الاصلاح في كافة مؤسسات الدولة و يظل صوت المرأة شرارة واضحة لثورة شعب يؤكدها التاريخ الذى يبقى وحده شاهدا على دور المرأة فى المظاهرات و الاحتجاجات المرأة العراقية ساهمت بالتغيير لكنها لم تنصفها استطاعت ان تساهم في تغيير الانظمة الاستبدادية لكنها لم تغير النظرة القاسية نحوها في مجتمعات متخلفة كانت المرأة لا تملك فيها لا الصوت و لا الصورة بينما في الساحات و الميادين المحتجة أستطاعت المرأة ان تأخذ دورا كافيا لكي تثبت قدراتها الفعلية على الأرض من ناحية الوعي و القيادة فالمرأة كانت ناشطة في كل الميادين كقائدة و ما تزال حتى اليوم من خلال المشاركة القوية إلى جانب الرجال في الاحتجاجات و لقد تميز دورهن في الإعلام وعلى المحطات الفضائية المختلفة كإعلاميات و محاورات و ضيوف سياسيات و نشاطات حقوقيات كدورهن الميداني السياسي و الطبي و الاجتماعي و النضال الميداني النسائي لا يختلف عن النضال الفكري
الدور الذي تلعبه النساء العراقيات اليوم في الاحتجاجات و التظاهرات المطالبة بالاصلاح و محاربة الفساد هو دور كبير لا يمكن أغفاله و لايقل اهمية عن التظاهرات و الاحتجاجات نفسها، مما يتطلب ان تأخذ المرأة استحقاقها في قيادة هذه التظاهرات و أدارتها عبر التنسيقيات و المجاميع يدا بيد مع اخيها الرجل .