استطاعت شركة "أبل" أن تشد أنظار العالم، الثلاثاء، حينما عرضت أحدث هواتف "آيفون" الذكية في ولاية كاليفورنيا إلى جانب عدد من الأجهزة والخدمات الأخرى.
ويرى خبراء التقنية أن حفل الإطلاق حمل عدة رسائل بشأن مستقبل شركة "أبل"، لكن المستخدمين لم ينتبهوا إلى بعضها على الأرجح.
وعلى مسرح "ستيف جوبز" الشهير، كشفت "أبل"، عن هاتفها الجديد "آيفون 11" وخدمة البث التلفزيوني وجهاز "آيباد" متطور.
وبحسب موقع "تك رادار" المختص في الشؤون التقنية، فإن أبرز ما جرى الكشف عنه هو مستقبل "الآيباد" الواعد.
وأشار المدير التنفيذي في الشركة، تيم كوك، إلى هذا الأمر، فقال "لم نكن في يوم من الأيام أكثر سعادة بمستقبل آيباد، كما هو حالنا في هذا اليوم".
وأوضح المصدر أن جهاز آيباد، الذي جرى الكشف عنه، سيباع بسعر يقل عن نصف سعر آيفون، وهو أفضل "آيباد" من نوعه حتى يومنا هذا بحسب خبراء.
وقارنت شركة "أبل" هذا الـ"آيباد"، بأفضل جهاز كمبيوتر تبيعه في الولايات المتحدة، خلال الوقت الحالي، وبما أنه مزود بواصل ذكي "Smart connector" فبوسع المستخدم أن يربط الجهاز بلوحة مفاتيح، وعندئذ، سيخوض تجربة مشابهة لما يقوم به على الحاسوب.
أما الملاحظة الثانية الأبرز في حفل "أبل"، فهي أن تصور الشركة بشأن الساعة الذكية صار أكثر وضوحا، بينما كان الجهاز القابل للارتداء مشابها للآيباد، من ذي قبل.
وبعد الإطلاق الجديد، لم تعد ساعة "أبل" مصممة حتى تقوم بكافة المهام، التي ينجزها جهازا "آيفون" و"آيباد"، أي أنها لم تعد تركز بالأساس على مزايا من قبيل فتح الأبواب عن بعد أو القيام بالترجمة.
وفي المقابل، ستقدم الساعة خدمة بارزة وهي إمكانية الاتصال بالإسعاف، في 150 بلدا، حتى وإن لم يكن هاتف الآيفون في مكان قريب، وفي المنحى نفسه، ستتيح الساعة رصدا أفضل للمؤشرات الصحية في الجسم.
وثالث الأشياء البارزة في حفل "أبل" هو أن الشركة تريد أن تجني منك المال بأي طريقة، وذلك من خلال فرض الاشتراك المدفوع في كثير من الخدمات مثل خدمة الألعاب "أبل آركيد" و"خدمة التلفزيون" التي سيصل عليها مشترو "آيفون و"آيباد" و"ماك" بشكل مجاني لمدة عام.
والتغيير الذي وقع، بحسب الموقع، هو أن "أبل" كانت تبيعك جهازا باهظ الثمن، مع هامش كبير من الأرباح، أما اليوم فتبيعك الجهاز بشكل باهظ الثمن، ولا تكتفي بذلك، فتفرض عليك الاشتراك برسوم غالية أيضا.
ورغم أن خدمة "أبل" التلفزيونية حظيت باهتمام كبير، يستبعد خبراء في المجال الرقمي أن تحدث تغييرا كبيرا، حتى وإن كانت الشركة ستمنح اشتراكا مجانيا مدته عام لكل من يشترون أجهزة "أبل".
ويضيف الموقع أن الشركات المنافسة لأبل مثل "ديزني" و"نيتفلكس" لن تبدي خشية من خدمة "أبل" التلفزيونية، ما دامت واثقة في المحتوى الجيد الذي تقدمه للمستخدمين.
وعلى صعيد آخر، حرصت شركة "أبل" على تحقيق التنوع في حفل تقديم الأجهزة، ولم تعتمد رائدة التقنية العالمية على أشخاص من نفس اللون أو الجنس، لكن التقدم لم يكن كافيا بحسب البعض.
وبما أن سعر صرف الجنيه الإسترليني قد هوى بصورة كبيرة بسبب أزمة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يعد من الممكن أن يباع جهاز "أبل" بالثمن نفسه، سواء بالدولار أو بالجنيه الإسترلنيي.
وفي الوقت الحالي، بات الوضع مختلفا، فجهاز "آيباد" الجديد يباع بـ329 دولار، أما السعر بالجنيه الإسترليني فتم تحديده في 349، لكن فارق السعر ليس بالكبير، وهذا يعني أن مستخدمي أبل في المملكة المتحدة لن يتكبدوا فاتورة باهظة.