المتتبّع لمسار الهجرة النبوية وعدد المشاركين فيها يقف على جملة من الحقائق الثّابتةس بين هذه الحقائق:
1. الهجرة النبوية عالمية تمسّ آثارها الجميع ولم تكن أبدا هجرة في سبيل عائلة ولا في سبيل شخص بعينيه ولم تكن تبع لعائلة ولا شخص بعينه.
2. الذين شاركوا في الهجرة كثر وهم: الدليل وهو الكافر وهو الذي دلّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصاحبه سيّدنا الصديق رضوان الله عليه ودقّة خارقة إلى الطريق المؤدية إلى المدينة باحترافية عالية وأمانة وصدق، وأسيادنا الصّديق وابنه عبد الله رضوان الله عليه المكلّف بمحو الأثر ونقل أخبار مكة لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وابنته أسماء رضوان الله عليها ذات النطاقين المكلّفة وأبيه الصديق الذي باع كلّ شيء ولم يترك شيئا لأبنائه فداء لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسيّدنا علي رضوان الله عليه الذي نام في فراش سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم معرّضا حياته للموت المحقّق.
3. المشاركة كانت من الجميع لكن لم تنسب الهجرة لسيّدنا الصديق وعائلته ولا لسيّدنا علي رحمة الله عليهم جميعا ورضي الله عنهم وأرضاهم جميعا وبقيت تنسب لسيّدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلّم مع تسجيل فضل كلّ من شارك وساهم بما فيهم الدليل الكافر لأنّها هجرة عالمية وليست هجرة شخص ولا عائلة ولم يقل أحد من الذين شاركوا في الهجرة بأنّهم أحقّ من غيره بفضل انتساب الهجرة إليه دون غيره.
4. حين أقرّ سيّدنا عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه هجرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كتاريخ للمسلمين كان يومها القائد الأعلى للقوات المسلّحة وحاكم المسلمين ولم يختر تاريخ ميلاده ولا تاريخ تنصيبه خليفة للمسلمين كتاريخ للمسلمين.
5. جاء بعده سيّدنا عثمان بن عفان رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه فأقرّ ما اختاره سيّدنا عمر بن الخطاب ولم يختر تاريخ ميلاده ولا تاريخ تنصيبه خليفة للمسلمين كتاريخ للمسلمين.
6. جاء بعدهما سيّدنا علي بن أبي طالب رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه فأقرّ ما أقرّه سلفه سيّدنا عمر بن الخطاب وسيّدنا عثمان بن عفان ولم يختر تاريخ ميلاده ولا تاريخ تنصيبه خليفة للمسلمين كتاريخ للمسلمين وهو الذي عرّض حياته للموت المحقّق فداء لسلامة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وابن عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
7. لم تنسب الهجرة لسيّدنا الصديق رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه وهو الذي عرّض حياته وحياة ابنه وحياة ابنته وباع كلّ شيء ولم يبقي لأهله شيئا فداء لسلامة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونال فضل الصحبة.
8. عظمة الهجرة في أنّها للمسلمين جميعا ودون استثناء وليست لأحد دون أحد ولا لعائلة دون عائلة ولا قبيلة دون قبيلة ولا خليفة دون خليفة ولا لصحابي دون صحابي ولا لأسيادنا آل البيت رضوان الله عليهم دون غيرهم ولا لغيرهم دون أسيادنا آل البيت رضوان الله عليهم فالهجرة عالمية تتعدّى الفرد والخليفة والعائلة والقبيلة والدولة إلى العالمين جميعا.