في القصص والامثال حكم وعبر لأولي الألباب، كما للطحين والعدس حكاية ولكل مثل حكاية، وبالرغم من أن أغلب الأمثال تتطابق مع القصص الا ان الناس يقولون بعد كل مثل (والامثال تضرب ولا تقاس).
قصة..
استقل احد اللصوص حافلة مليئة بالركاب فسرق محفظة احدهم ولم يشعر به أحد وعندما مر مساعد سائق الحافلة لجمع التذاكر من الركاب احس الراكب المسروق أن محفظته قد سرقت وحاول إقناع جامع التذاكر بذلك ولم ينجح بينما كان اللص يشاهد الموقف قرر ان يدفع ثمن التذكرة من المحفظة التي سرقها، فما كان من المسروق الا ان يشكره ويثني عليه قائلا لولا وجود الصالحين امثالك لما تمكنت من دفع ثمن التذكرة شكرا لك اخي والله يكثر من امثالك فرد اللص لا تشكرني يا اخي نحن اخوه جيبي وجيبك واحد.
العدس..
جميعنا يعلم قصة العدس الذي قرر رئيس الحكومة عادل عبد المهدي إضافة نصف كيلو من العدس للحصص التموينية خلال شهر رمضان لعام 2019، في الوقت الذي يشهد فيها العراق اعتصام للمعلمين يطالبون الاهتمام بالواقع التعليمي ومعيشة المعلم، واعتصام للمهندسين الزراعيين في الأنبار والبصرة يطالبون بالاهتمام بالقطاع الزراعي، ومواطني ديالى يطالبون بإلغاء انتخاب النائب الفني للمحافظ، بالتالي استفز القرار، كونه لا ينسجم مع مستوى المطالب، العديد من الناشطين فعبروا عن استيائهم، في حين كانوا ينتظرون حلولا جذرية من عبدالمهدي، بمواجهة الأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
الطحين..
لا تختلف كثيرا الظروف التي يمر بها البلد عن فترة توزيع العدس والطحين، بل قد تكون اكثر تعقيدا، حيث تشهد العملية السياسية انسدادا يوصف بالتحجر، بسبب المحاصصة الطائفية التي تم الاعتماد عليها في اختيار الرئاسات الثلاثة، والصراع مركب بين الناس والأحزاب للخروج من المحاصصة، وبين الأحزاب داخل المحاصصة الطائفية للاستحواذ على مكاسب أكثر في السلطة بالتالي السيطرة على مقدرات البلد ونهب خيراته، كل ذلك ولم تتحقق مطالب المعتصمين من 2019، ويخرج رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بقرار توزيع حصة اضافية من مادة الطحين لمواطني محافظة كربلاء، تزامنا مع ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) وتوافد الزائرين على المدينة، والسؤال هنا، ماذا تنفع سكان المحافظة وزوارها هذه الكمية من الطحين؟ خصوصا والمعروف في هذه المناسبة ان الناس يطبخون القيمة والهريسة وغيرها ولا تدخل مادة الطحين في مكوناتها.
وفي العودة إلى المثل (جيبي وجيبك واحد)، اقول لحكام هذا البلد المنهوب اتركوا جيبي انه خالي من خيرات بلدي، وخلوا جيوبكم من ثروات بلدي، واتركو المؤسسات تعمل بشكل مؤسساتي تقرر وفق معطيات مدروسة وليس بتوجيهات رئيس الحكومة التي هو نفسه لا يعلم منفعتها للناس غير انه يستفيد منها في الدعاية (الطشة) باللغة الفيسبوكية.