الامن الفكري للفرد... وتأثره بمواقع السوشيال ميديا ... كتابة : كوثر الحسناوي

السبت - 04/09/2021 - 21:45


 قال الله تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النور 55)
 . ماهو الامن الفكري ؟
 هو اطمئنان الفرد والمجتمع إلى أن منظومته الفكرية والخلقية وقيمه التي ترتب العلاقات بين أفراد المجتمع ليست موضع تهديد من فكر وافد غريب أي الاطمئنان إلى سلامة الفكر من الانحراف الذي يشكل تهديدًا للأمن الوطني أو أحد مقوماته الفكرية، والعقائدية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية 
. تأثر الامن الفكري بمواقع السوشيال ميديا 
... مع ما يشهده العالم من تطور وتقدم تكنولوجي سريع غزت مواقع التواصل الاجتماعي كل تفاصيل حياتنا بشكل ملفت ومهول ، فأدمنت جميع الفئات العمرية على استخدام الشبكة العنكبوتية ، حيث لعبت دورا مهما في امداد الافراد بكثير من المعلومات والمواقف والاتجاهات التي تساهم في تشكيل افكارهم و اتجاهاتهم ،وادت الى تغير انماط التفكير لديهم واثرت بأيدولوجايتهم واعتقاداتهم وحتى قناعاتهم ...  ووفقا للدراسات الحديثة ان عدد مستخدمي هذه المواقع بلغ ثلاثة مليارات شخص حول العالم ، أي ما يعادل 40 في المئة من سكان العالم. أي يقضي في المتوسط نحو ساعتين يوميا في تصفح هذه المواقع والتفاعل معها والتي تترك الأثر الإيجابي او السلبي على افكار و معارف الفرد المختلفة . بما ان الانسان بتركيبته السيكولوجية كائن اجتماعي وطبيعته التواصل مع بيئته فأنه يأثر ويتأثر بهذه الوسائل الاجتماعية على جانب الرصيد الفكري و المخزون الثقافي لديه ،حيث توجد بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي تدار من قبل ضعفاء النفوس و ارباب الفكر الضال والمخابرات العالمية  التي ادت الى انتشار كثير من حالات تتلاعب بالامن الفكري للشباب بتغير سلوكياتهم وزعزعت مبادئهم وقيمهم من خلال الابتزاز او التطرف او الاستدراج بهدف فعل جرائم كثيرة مثل الخطف او القتل او الاغتصاب وغيرها من جرائم......
  الامن الفكري مسؤولية من ؟ وكيف الحفاظ عليه ..؟ إنّ مسؤولية الأمن الفكري، والحفاظ عليه، مسؤولية مشتركة بين كافة مؤسسات المجتمع وأفراده، فالأسرة، والمدرسة، والجامعة، واصحاب المنابر الحسينية ومؤسسات الدولة الأعلامية والأمنية والثقافية  وغيرها، كلٌ له جهده المطالب به، والمسؤول عنه . فالأسرة مثلاً هي الخليّة الأولى في بناء المجتمع، والحاضن الأول للشاب ، ففيها ينشأ ويترعرع ويكتسب المثل والقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، فينبغي الحرص على مراقبة الأبناء وتوجيههم في تعاملهم مع التقنيات الحديثة وخاصة مواقع سوشيال ميديا فهي بوابة كبيرة لتبادل المعلومات والاطلاع على الثقافات وفيه الصالح والطالح، والحسن والقبيح، ويحسن على الاسرة مراعاة ذلك والتذكير به. اخيرا إن موضوع الأمن الفكري وتأثره بمواقع التواصل الاجتماعي موضوع كبير و متشعب، لكن لعل في الإشارات التي ذكرتها تنبيهاً للاهتمام بهذا الموضوعدر تعلق الأمر بأسرنا الكريمة، ونسأل الله جل جلاله أن يحفظ شبابنا من كل مكروه، وأن يحمي بلادنا من كل شر ومن كل صاحب فكر هدام يريد العبث بعقول شبابنا وتغير ثوابتهم ومبادئهم .