الكتاب تأليف أ. د. عماد جاسم حسن الموسوي ,الأستاذ في كلية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة ذي قار . عضو الاتحاد الدولي للمؤرخين .وله عشرات البحوث المنشورة في الدول العربية كالبحرين والإمارات فضلا عن ذلك كتب عدة مقالات بحثية في الصحافة وأشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراة.
للمؤلف (موسوعة الصابئة المندائيين) و(سجل الوثائق البحرينية).
أما كتابه الموسوم (دراسات في تاريخ مدينة سوق الشيوخ الحديث والمعاصر) يطغى عليه الحديث عن مدينة عريقة من مدن محافظة ذي قار والمؤلف أوضح ذلك في عنوان بحثه تاريخ مدينة سوق الشيوخ, لهذا لا تجد نصوصا تخص الجانب العشائري فكما ذكرنا موضوعه مدينة.
كتب البحث بأسلوب أكاديمي رصين ينتفع منه الباحث والطالب وعامة القراء وللأستاذ محاولات كثيرة بالابتعاد عن جفاف الكلمات التاريخية ومصطلحاتها فيشعر القارئ في بعض الألفاظ والعبارات لمسات أدبية هنا وهناك, وهذا غير مستغرب من ابن مدينة الأدب والأدباء, ومن الجدير بالذكر أنه يمكن معرفة المؤلفين من محافظة ذي قار من خلال دراساتهم وبحوثهم، فستجد بين ثنايا السطور كلمات أدبية تشير إلى أن المؤلف من تلك المحافظة.
تناول الباحث في الفصل الأول مدينة سوق الشيوخ في كتابات الرحالة والمسؤولين الأجانب (1761ـ 1920م) , فذكر في تلك الكتابات الموقع الجغرافي وأهميته, الأوضاع السياسية, والأحداث في العراق وتأثيرها على المدينة, الأوضاع الاجتماعية والتركيبة السكانية. معرجا على العادات والتقاليد ومظاهر الحياة العامة في سوق الشيوخ.
و ختم المؤلف هذا الفصل بتحليلاته واستنتاجاته العلمية التي توصل إليها.
وبعد أن رسم الأستاذ الفاضل صورة كاملة عن المدينة, اقتطف من أصول نزوح العوائل الأصلية لسوق الشيوخ هجرة العوائل النجدية لتكون الفصل الثاني من البحث.
وأشبع الموضوع دراسة وقتله بحثا عن أوضاع نجد وأسباب هجرتهم, ثم تطرق إلى أسباب انتقالهم من سوق الشيوخ إلى الخميسية, توقف عند المنطقة الجديدة ليقدم موضوع تأسيسها والاستقرار فيها, فختم الفصل بالمسائل والنتائج التي توصل إليها.
انتقل أ.د عماد الموسوي إلى الفصل الثالث مفتتحا الفصل عن المدينة خلال الاحتلال البريطاني ( 1914ـ 1918م) , قدم دراسة موجزة عن المدينة قبل هذا العهد في أواخر العهد العثماني (1869ـ 1914) بعد ذلك أوضح موقف سوق الشيوخ في حركة الجهاد ضد البريطانيين معرجا على المقاومة الشعبية بعد دخول القوات المحتلة إلى المدينة, مبينا كيفية إدارتها في العام (1915ـ 1918) , فختم الفصل بالنتائج العلمية.
إن المؤلف نوع بحثه الشيق بالتعريف عن مكون عراقي يعتنق ديانة سماوية في الفصل الرابع بعنوان (واقع الصابئة المندائيين في سوق الشيوخ), فتناول واقعهم التاريخي, الديني, الاجتماعي, الثقافي والعلمي الاقتصادي مناسبات فرحهم وحزنهم. وانتهى الفصل بالنتائج العلمية.
وختم البحث بالفصل الخامس عن تطور التعليم والصحة في سوق الشيوخ حتى عام 1958 مفتتحا بالتعليم في عهد الاحتلال العثماني مشيرا إلى المدارس الابتدائية الحكومية, وصورة موجزة عن الأوضاع الصحية لاسيما في العهد المذكور , والمؤسسات الصحية في عهد الاحتلال البريطاني, ثم الأوضاع الصحية في العهد الملكي, لينتهي الفصل بالخاتمة الأكاديمية المنهجية لكل فصل.
وبهذا استفدنا كثيرا من معرفة هذه المدينة وسكانها الاصليين من النجديين والصابئة المندائيين, ليفسح الأستاذ الفاضل المجال للباحثين عن الكتابة عن الجانب العشائري وأوضاعهم في سوق الشيوخ.
وأخيراً أهنئ الأخ الأستاذ د. عماد الموسوي على هذا البحث القيم والرائع, ولا يسعني غير تقديم الشكر والتقدير لحضرته على إهدائي نسخة من الكتاب, وأسأل المولى عز وجل أن يوفقه ويسدد خطاه لكل ما يحب ويرضى.