"عندما تقود الحكومة الشعب, إلى الخراب بشتى الوسائل و الإمكانات, يصبح عصيان كل فرد من أفراد الشعب؛ حقًا من حقوقه، بل واجبًا وطنيًا." أدولف هتلر.
ليست المقولة التي بدأت بها مقالي هذا؛ تحريضاً للتظاهر على أداء الحكومة, ولكننا نستغرب من نازي متعجرف, يقول ذلك وكانه بنظام ديموقراطي! بينما نَجِدُ الحكومات الديموقراطية, تتصدى للمتظاهرين المطالبين بحقوقهم, وتعتبرهم عصاةً ومخربين.
دأبت الحكومات العراقية المتتالية, على رفع شعارات الخدمة للمواطن, ليعيش الأمل في حُلم وردي, وأول تلك الخدمات توفير الكهرباء, التي أصبحت كابوساً, يراود المواطن في صيف, ولكن على ما يبدو أن الشعب, قد أدمن على مخدر الوعود, وما أن يصحو منه, ليخرج كالسكران مطالباً بتغيير الحكومة.
جرعات كبيرة منذ أكثر من 15 عام, تشير مؤشراتها لجمود, من كان يَخرج كل عام, إلا أنَّ حرارة الصيف الحالي, تنبئ عن ارتفاعاً, يذيب تأثير تلك الجرعات, لا سيما وأنّ التصريحات الحكومية تشير, تذبذب في الأداء, وتحضير لمخدر حديث, فما بين عقودٍ يقال أنها ستبرم, ووعود بمكافحة الفساد لا يعلم صحتها, وسط إطلاق سراح المحكومين غيابياً.
نَعودُ لهتلر في مقولته" الفقر هو صنو الجهل وصنو المرض, ومتى اجتمع الثلاثة, كفر الشعب بالدولة, ومات في النفوس كل شعور وطني" وبما أنَّ بلادنا عرضة للأخطار, فإنَّ موت الوطنية, يعني ضياع الوطن, فقد تفشى الفقر الذي تعدت نسبته 22%, أما الجهل فقد تجاوز, عدد الأميون الشباب نسبة الـ 8%.
"إن الصَحافةَ للشعوبِ حياةٌ --- والشَعبُ من غير اللسان مَواتُ فهي اللسان المُفصِح--- الذَرِبُ الذي ببيانهِ تَتَداركُ الغاياتُ" / أبو اليقظان الصحفي الجزائري, مع أنَّ السيد عادل عبد المهدي, يعتبر ما يُنشر من مقالات, مجرد تنظيرات وآراء, لا أهمية لها, فهل كانت مقالاته, مجرد كلمات غايتها إظهار مكانته؟
نُقل عن أنَّ الملك الأردني, الحسين بن طلال أنه قال يوما ما "مشاكل العالم العربي, هي في أغلب الأحيان, نتيجة أخطاء الزعماء والسياسيين، وليس الشعب" فهل سيبقى المواطن العراقي, ضحيةً لتلك الأخطاء؟
هل سَيلمسُ شعب العراق, خدمات الصيف قبل أن تتصاعد, حماوة فقدان الأمل, ليسيطر اليأس عليه, فما زال لا يعلم الإنجاز, وكأنه بصحراء الحجاز.