مَدت اليك سناها في تألقها ) / شعر عدنان عبد النبي البلداوي

الاربعاء - 14/04/2021 - 22:36


مَــدّتْ الــيــكَ سـَــنـاهـا فـــي تـألّـقِـهـا 
فـانـسابَ بـيـن يَـديهـا، الحِـلـمُ والحِـكـَمُ
وَزانَـهــا، أنّ طـيْـفـاً مـِــن مَـحاسِـنِـهـا
نــظِـيرُه فــيك، حـيـث الـنورُ يـرْتـسِـمُ
مَن رامَ وَصْـلَ المَعالي، صِرْتَ قدْوَتَه
والـشـأنُ تـُـعْـلِيـه أســـبابٌ، لـهـا قِــيَـمُ
خُـلِقـتَ أن لاتـُحابـي فــي الخَـفـاء يَـداً 
لأن كــفّــكَ فـــي وضح الـنهــار، فَــمُ
لـلـتِّـبْـرِ أمْـنِــيــةٌ، فــــي أنْ تُــقَــلِــبَــه
يَــداك، حــيـث تَـباهى السـيفُ والقـلـمُ
والعَـبْـقـريـةُ، مُـذ فـعّـلـتَـهـا سَــجَـدَتْ
لله، إذ حَـلَّ فــيـهـــا الــعَــدلُ والـكـرَمُ
وفي القضاء ، انحَنى كلُّ القُضاةِ لـِـما
حَـكَـمْـتَ فــيه ، فزالَ الشـكُ والـوَهَــمُ
أنصفْـتَ حتى عَلا، في الأفق صوتُهُمُ:
(عَـدْلُ عَــلـيٍّ)، بــه المـيـزانُ يَـسْـتـقِمُ
لـِذي الـفــقـار اقــتـِرانٌ فــيـك، أرّخَــهُ
مـا كـلُّ سـَــيـفٍ ، بــه الأعـداءُ تَـنهَزِمُ
به، قطعتَ جــذورَ الشِـركِ، مُـرْتَـجِـزاً
واسـتسلمَ الخَـصمُ ، لا سـيـفٌ ولا عَـلمُ
زَهْـوُ الرؤوس تَـهاوى بـَعـدَ مُـعْجِـزةٍ
بـ (بابِ خيبرَ) أوْدَتْ،واخـتـفـتْ قـِـمَـمُ
يامَـن أخَفْـتَ الـعِـدا فــي كـلِّ مَـلحَـمَـةٍ
إذ كـلـمـا قَــيـل: ذا الكـرّارُ ، هـالَـهُـمُ
أعطيتَ دَرسـاً لِمَن ضَلَّ السَبيلَ، وعنْ
مـن اهـتدى، زالَ عـنه الوَهْـمُ والعَـتَـمُ
تَـبـاشَــرَ الجُـنـدُ لمّـا الـنصرُ حالـفَـهــم
وكَــبَّـروا: لافــتـىً إلّاكَ، بَــيــنَـهـُــمُ
مــا دارَ طـرْفُــكَ ، إلّا الحَـقُ هـاجِـسه 
والحـقُ صِنوَكَ ، موصولٌ بــه الـرَحِمُ
إنّ الأنـاةَ ونــهـجَ الحِـلـمِ، إنْ جُـمِـعَـتْ
كـما أشَــرْتَ لــها ...تـعـلو بـــها الهِمَمُ
الأفــقُ يـزهـو بإشـراق الـنـجـومِ، بــهِ
وتــوْأمُ الأفــقِ فـــي إشــراقـِـه ، نِـعَـمُ
خـُـطىً مَــشــيـتَ، بإيـمانٍ وتـضحـيـةٍ
فـانْهارَ مِـن وَقْعِها الطاغـوتُ والصَّنَـمُ
فـي سِـفـرِ نَـهْجِـك، للأجـيـال مَـدرسَـةٌ
تَـبْـني العُقـولَ، وفيـهـا تـرتـقـي الأمـمُ
عَـقـلٌ بــلا أدبٍ ، مِـثلُ الشــجـاع بــلا
ســيـفٍ ، وقــولـك هــذا مــنه نَـغْــتَـنِـمُ
بَـلغْـتَ فــــي صِـلةِ الأرحـام مَـرْتَــبَــةً
مَـن ســارَ سَــيْرَك، لـم تَـعْـثـرْ بـه قَـدَمُ
طـمْأنْــتَ أنْــفُـــسَ أيــتـامٍ، جَـعـلـتَـهُــُم 
يَــرَونَ فــيـك أبـاً، يـَـجْـلـي هُـمُـومَـهـُمُ
لاطـائـفـيّــةَ ، لاتــفـريـقَ فــــي زمَـنٍ 
قــد كان رأيـُك، فـيه الحَـسْـمُ والحَـكَـمُ 
فـــي قـولِـك:الناسُ صِـنـفـانٌ فـإمـا أخٌ
فــي الدِّينِ أو فــي كِيان الخَلْقِ يَـنـتَظِمُ
الحَــقُّ يَعْـلـو، فـطُـوبى لـلـذيـن سَــعَـوا
أنْ يَــقْــتَـدوا، لِـيَـزولَ الـظُـلْـمُ والظـلَـَمُ 
(من البسيط)