الشخصية الصوتية  /بقلم مجاهد منعثر منشد 

الخميس - 04/03/2021 - 09:46


أغلب الأنبياء والمرسلين وصلتهم التعليمات الإلهية من خلال صوت الوحي إلى أسماعهم , وحتى الذكر الحكيم قدم السمع على سائر الحواس كما في الآية:
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) .
فبالسمع يصلنا الصوت. والصوت وسيلة لا غنى عنها, إذ من خلاله نستطيع التواصل مع الآخرين.
ولا تخلو كتب تعليم اللغة العربية والأدب من معلومات متعلقة بعملية الإنتاج الصوتي, ككتاب المتأثر بالجاحظ العلامة الناقد والأديب المفكر ابن سنان الخفاجي صاحب كتاب سر الفصاحة.
ومن اطلع على هذا الكتاب يستنتج أن صاحبه عالم بالنحو واللغة والفنون الأدبية وعلم الكلام والأصول والفقه والعروض والقراءات. 
ومن بين هذه العلوم اهتم ابن سنان بالصوت (فيزياوية الصوت) و(تعريف الصوت) و(مخارج الحروف).
أما عن بعض الإجابات في الكتاب: الصوت يتولد في الهواء والبعد المخصوص مانع من إدراكه.
خلال عرضنا الموجز أعلاه يتبين أن الموضوع محط اهتمام منذ أن خلق الله تعالى الكون.
إذن الصوت هو الحاسة الروحية للإنسان, الصوت فن وموهبة يمن الله بها على من يشاء, لا يوجد صوت بشري غير قادر على الأداء بصوت جميل!
لو سمعنا شخصا صاحب جسم مترهل يعتقد أن جسمه غير رياضي كل ما في الأمر بمجرد أن يمارس التمارين الرياضية الخاصة بجسمه سيكون جسمه رياضيا. 
كذلك الصوت يحتاج تدريب ليكون أفضل وأجمل.
فما الصوت إلا عبارة عن عضلة الحنجرة والحبال الصوتية عبارة عن عضلات ترتخي وتشد.
كل ما يحتاجه المتدرب هو إتقان اللغة أولاً. والتدريب ثانيا. 
ثالثا إعطاء الصوت حجمه ومساحته ليظهر الصوت الحقيقي للمتكلم . رابعا لابد من معرفة الطبقات الصوتية كيف تصعد وتنزل ومتى؟ 
إن الصوت الجميل يجذب المستمع. ويستطيع كل إنسان إقناع المستمعين عبر ثقته بنفسه وصوته.
ولا تكاد مهنة تخلو من مسألة التعليق الصوتي حتى أن بعضها مهنة أساسية كمهنة الإعلاميين من مذيعين ومذيعات وقراء القرآن الكريم وما يتعلق من إنشاد وابتهالات والمحامين أثناء مرافعاتهم والمدرسين والمدرسات والفنانين والفنانات, فالاهتمام بالصوت مهم جدا فإننا نسمعه في المطارات والتكنولوجيا والإرشادات التوعوية الصحية, فهو عالم كبير له كل شيء في الحياة..