صحبة الأخيار تكسب الخير، كالرّيح إذا مرت بالطّيب حملت طيبا" قولٌ يُنسَب للإمام عليه وآله الصلاة والسلام.
تعود للشاشات هذه الأيام, لقاءات لعَدَد من الساسة العراقيين, تصل غالبا لحالة من التشنج, نتيجة لقرب الانتخابات المبكرة, تلك اللقاءات التي لا تخلوا من التعصب؛ للفشل الذي أصاب أغلب عمل وقرارات البرلمان والحكومة, فكل ضيفٍ لأي برنامج, من هذا النوع عليه أن يُظهر ما قدمت كتلته, ولكن لعدم وجود شيء, نرى صراعاً حول إثبات وجود, عن طريق الصراخ, وإسكات الطرف الآخر!
تتكرر عند اقتراب الإنتخابات شعارات الخدمة والوطنية, التي كثيراً ما يسبقها, حَرف السين المسكين.. الذي أصبح منبوذاً من المواطن, الذي لم يرى تنفيذاً لتلك الشعارات والوعود, لتجري مباراةٌ مليئة بالاتهامات المتبادلة, ليتحول البرنامج, من النقاش لحرب إعلامية, حتى وإن كان الضيفين, من مكون أو تحالف واحد, ما يخلط الأوراق على المشاهد المتلقي, فلا يفهم شيئاً مما يُطرح, وكأن الضيوف يقولون للمواطن, ليس أمامك إلا أن تقبل بهذا الواقع المزري, فلا برنامج واضح لحد الآن.
لقاءاتٌ مكثفة تجمع الشباب وخطاباتٌ وطنية, نراها من طرف المعارضة البرلمانية, برعاية تيار الحكمة الوطني وقائده الذي يَطرح برنامجه بكل هدوء, بعيداً عن المناكفات السياسية ولغة التشكيك بالآخرين, سواء كانوا من الشركاء أو ممن يعارضوه الرأي, فقد قال أثناء جولته السريعة, لمحافظة بابل بدعوة من وجهاءها " أشرنا إلى أن الحكمة, تمتاز بالرؤية الشاملة للأحداث, مع امتلاكها لعلاقات واسعة مع الجميع, من دون استثناء إلا من استثنى نفسه بموقف, معادٍ للعملية السياسية، كما أن الحكمة قريبة من كل العراقيين؛ من شيعة وسنة وعرب وكرد وباقي المكونات."
يفتقدُ الكمال في القول والعمل كل إنسان؛ وليس لدينا سياسي منزه عن الزلّات, وكما قيل" فإن القلوب أوعية والشفاه أقفالها, والألسنُ مفاتيحها,فليحفظ كل إنسان مفاتيح سره" وهنا تكمن معرفة ما تخفيه القلوب, وعلى المواطن العراقي, أن يُفرق بين التعصب, والبرنامج الحقيقي, لبناء الدولة العراقية الحقيقية, المكونة على أسس وطنية راسخة, تعتمد على مكوناتها الأصيلة.
نُسب لأمير المؤمنين عليه وآله الصلاة والسلام, أنه قال" تفاءل فالصبح يأتي مُشرقاً – من بعد ليلٍ مًظلِم القَسماتِ" وعلى المواطن أن لا ينجر, خلف كل من ينعق بالتفكير الجمعي, فالعراق ليس بعاقر.