هَتَفَ الفُؤادُ
شعر عدنان عبد النبي البلداوي
أغْفو فيوقِظُني الحنينُ فإن دَنـــا
وانْسابَ بيــــن جَوانحي يتوزّعُ
هتفَ الفُؤادُ فقــــال دَعْه فإنــــه
شوقُ الأحبّةِ في الجّوى يَتَضرّعُ
صبراً على بُعْدِ المزار فإن لــي
قلبـــاً يراكُم فـــــي المنام فيهجَعُ
تنأى بـــيَ الذكرى تقلِّبُ حالَــها
مابيـــن لـــي أمَلٌ وعَيـــنٌ تَدمَعُ
إن حـالَ أمرٌ فــــي التَقرُّبِ بيننا
عَبَقُ القوافــــي من بَعِيــدٍ يَجْمَعُ
لا تَكْتَرِثْ طـولَ الفراق فرُبَّــما
فيــــــه اختبارٌ والتجارِبُ تَنفعُ
يســـمو اللقاءُ اذا تَتوَّجَ عِــــفّةً
ولـــه الحَصانةُ والمَقامُ الأرْفَعُ
طَبْعُ التَعفُفِ مَنْهجٌ يَبْني الخُطى
يَنـْـــمو بمحرابِ الوفاءِ ويَمْرَعُ
يَزْدانُ بالتقوى لنيــــــــلِ مَكانةٍ
العِزُّ فيــــــها شـــامخٌ لا يَرْكَعُ
انَّ الثباتَ على النزاهةِ حِكْمةٌ
تَلْغي التَعَثُّرَ في السلوك وتَرْفَعُ
واذا سَعَيْتَ لرَأْبِ صَدْعٍ فاسْتَمع
لذوي العقولِ فهُم لــــذلك مَرْجِعُ
شَتّـــانَ بيــــن تَــرَهُّلٍ وتَمـاسُكٍ
فلكل جُهدٍ في المسيـــــرةِ مَوْقِعُ
والمرءُ يُعْرَفُ مِن بَريقِ عيونِه
صِدْقُ النوايـــــا او بفعْلِه يَخْدَعُ
ما كلُّ مَـن مَسَك العِنانَ بفارسٍ
ولكلِ فَنٍّ فـــي الصياغةِ مُبْدِعُ