ابتدات الدورة بعد سنة تقريبا حين عرفت ان جميع طلاب المدرسة المهدية فعلا طلاب علم ولهم موقف ضد حزب البعث . وقدم بعض الاخوة اقتراحا ان افتح دورة لتعليم الخطابة , اعداد بحوث والقاء , وتعلم عناصر الخطبة .
فاقترحت ان نفاتح اولا المتولي الشرعي عن المدرسة سماحة الشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء, عن اقامة دورة خطابية وهي الوحيدة في النجف الاشرف وقتها , وتم مفاتحته فلم يتباعد عن القبول , واقترح ان تكون الدراسة اثناء الدورة داخل السرداب , كي لا يسمع صوتنا خارج المدرسة . وفعلا توكلت على الله , ووجدت نفسي امام مسؤولية كبيرة ان اعطي دروسا لفضلاء الحوزة العلمية ..
منهم : سماحة الشيخ سعد المياحي معتم المرجعية في القرنة .. والسيد خضير المدني المعتمد في الروضة الحسينية ومقدم برامج الاسئلة الشرعية التي تنقلها فضائية كربلاء من الصحن الشريف يوم الجمعة . وسماحة الشيخ مالك المالكي امام مسجد الشريف الرضي في مدينة الكاظمية المقدسة , والسيد عادل القزويني معتمد المرجعية في المدائن وخطيب حسيني . والشيخ عباس الانصاري معتمد المرجعية في خرنابات في محافظة ديالى , وحضر عدد من المحاضرات الشيخ علي المطراوي الذي تولى منصب مسؤول حضرة القاسم في بابل , والسيد نافع الموسوي رحمه الله . والشيخ قاسم الغراوي الذي اغتيل من قبل تنظيم القاعدة بعد سقوط النظام , والسيد علي الموزاني معتمد المرجعية في منطقة المعامل في بغداد , والشيخ عقيل العادلي من محافظة ديالى , تم اغتياله من قبل تنظيم القاعدة بعد سقوط النظام .وعدد من الطلاب الباكستانيين .
كانت الدورة الخطابية مسؤولية وجريمة يعاقب عليها القانون ,وجدت الاخوة الذين يفوقوني علما ودراسة يحرصون للحضور في الدورة ثلاثة ايام في الاسبوع وكان التكتم شديدا عليها. وفوجئت يوما بشابين لا اعرفهما ,قال لي احدهم:
شيخنا نحن مجموعة اربعة الطلاب في الحوزة , نرجوا ان تفتح لنا دورة خطابة حسينية وتعطينا دروس كالتي تعطيها في المدرسة المهدية. انكرت الدورة , وتعللت اني لا اعرف أي شيء عن الموضوع , فتوسلا بي ,ولم اوافق, فقال احدهم نقسم عليك بالزهراء (ع) لاننا نحب القراءة ولا سبيل للتعلم هنا , وافقت اكراما للزهراء (ع) وسالتهم اين نقيم الدورة ..؟ لانه يمنع دخول أي طالب الى مدرسة دينية لغير منتسبيها .
قالوا هيئنا مكانا في جامع الكاشف القريب من صحن الامام امير المؤمنين (ع) سالتهم كم عددكم .؟ قالوا اربعة . اتفقنا على وقت المحاضرة لمدة نصف ساعة بعد صلاة الفجر .
بدات على بركة الله في اول محاضرة فجرا , وفي المحاضرة الثانية اصبح عدد الطلاب الحاضرين بحدود اثني عشر طالبا , في اليوم الثالث تفاجئت بعدد الحاضرين وصل اكثر من اربعين طالبا , عرفت ان الموضوع غير محاط بالسرية .
في يوم من الايام رجعت الى المدرسة لتناول وجبة الافطار والتهيوء لحضور الدرس , لاحظت شخصا اعرفه يبيع كتب زيارات وترب حسينية ومسابع يمتلك بسطة في راس شارع الطوسي , سار الى جانبي ون ان يلتفت احدنا للاخر , وكلمني قال شيخ اهرب الى اهلك سياتي اليوم الامن ويلقون القبض عليك , سالته لماذا..؟ قال انت تفتح دورات خطابة , اخبرني شرطي امن عنك الان حين ذهابك الى جامع الكاشف. فكانت الحادثة سببا لترك الدراسة , هربت راجعا الى البصرة والحمد لله .