لماذا يجب التعرف على عاشوراء؟
وما الذي أرادتهُ منا عاشوراء في الوقت الحالي؟
كيف سنكون اصلاحيون حقاً؟
نوضح هذا بمقدمة ثم نجيب عن متطلبات هذه الامور...
من الواضح أعزائي إن غاية عاشوراء، والنهضة الحسينية، وطلب أصلاح الأمة في ذلك الوقت لم يكن محصوراً بزمن معين او مكان محدد للأصلاح، وانما لجميع العصور والسبب يعود في ذلك؛ لكون ثورة عاشوراء تم تمهيدها ووضع أساسها من قبل إرادة وحكمة إلهيه، ويتبين لنا ذلك عن طريق السنة النبويه واحاديث الأئمة الأطهار، فعندما يكون الممهد والمخطط للثورة هو الله جل علاه فأنهُ حتماً سيوفر فيها كل الشروط والمعاير المحكمة والقياسية لجعل منها نموذج مثالي لما سيخلفها من قيام ثورات اصلاحية، كما انها تعتبر دلالة الهية بالتنبأ لما سيحصل آنفاً في قادم الزمان من توالي حكام قهريون ودكتاتوريون، يتولون حكم الامة الاسلامية او العالم أجمع او على شكل دويلات كما هو سائد حالياً عند حكام الدول العربية، حيث أنهُ ستغييب مبادئ الانسانية، والاحكام الاسلامية وتظهر أحكام عرفية، وعنصرية تتبنى العمل من أجل مصالحها الخاصة بفئة ما دون الاخرين، وسيكون الحكم طبقي ينعدم فيه الضمير الحي، وسما الأخلاق.
فأراد الله عز وجل لنا توضيح ورسم الطريق الحقيقي؛ لغرض النهوظ والقيام بالثورة الاصلاحية، فعندما تمر الامه بحكم منحرف عن المسار الحقيقي الراشد للمباديء الانسانيه، والاسلاميه ستلجأ الأمة للقيام بمطالبة بالحقوق المشروعة التي سلبت منها، وبعد ان تيقن الامه من عدم إيجاد الأذن الصاغيه لها، ستلجأ الأمة للقيام بالثورة.
فعندها بين لنا الله جل وعلا كيف سيكون واجب الأمة إتجاه هكذا حكم؟ وكيف سيكون معهُ التعامل؟
من خلال مثال نموذجي لإقامة ثورة اصلاحية ناجحة متمثلة بثورة عاشوراء السرمدية.
وبينة لنا الثورة ايضاً على إختلاف مصادرها كيف ان الامام الحسين عليه السلام واجة الظلم وصمد بوجه الحكم التعسفي، وبذل كل ما يملك من اجل تحقيق وأتمام شعار الحق، وأن كلفه ذلك كل ما يملك حتى نفسة دون ان يستسلم ويخنع للحكم المنحرف البعيد عن المسؤولية إتجاه رعيته.
وبعد هذه المقدمة البسيطة أخواني سنتعرف على آلية كيف نكون قادرين على نهج الإصلاح الحقيقي من وحي عاشوراء؟
المسؤولية ابتداءاً من الفرد الى المجتمع بكل ما تتحملة المسؤلية من متطلبات.
وهنا يجب على كل فرد بالمجتمع ان يشعر بمسؤليته أمام الله عز وجل، وإنسانيته،ودينه فحينما يكون البلد معرضاً لإنتهاك معايير الإنسانية وسنن القوانين الوضعيه المتمثله بحفظ كيان وكرامة الانسان وحقوقة، فأن لم نشعر بالمسؤولية عندها لرد هذا الانتهاك، فأننا نعرض البلد الى الخطر كما انهُ بالاخير سيهدد حتماً الدين والمباديء الانسانية من قبل تمادي وتسلط الحاكم.
فعندما أكون انا وانت مسؤول لابد أن يكون لدينا شعور حقيقي بهذه المسؤولية، كما ان الشعور بالمسؤلية وحده لا يكفي، فلابد من ان نوفر لهذا الشعور الإرادة والقوة والإلتزام بأسس ثورة عاشوراء، وكيف بينة لنا هذه الثورة الشعور الحقيقي بالمسؤولية نحوا التغير والإصلاح؟
فأن دققنا قليلاً نجد ان هذا الشعور قد بينهُ ما هو موروث فيما بيننا؛ ولكن نحن من ابتعدنا عنه.
فكثير من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة تبين ان الشعور بالمسؤولية أمر فطري زرعهُ الله في ذاتنا وكل واحد منا يملك هذا البذرة.
حيث قال تعالى (( إني جاعل في الارض خليف)
فكيف تكون خليفة وانت مجرد من المسؤولية؟
اذن اصبح لدينا تكليف الهي ووطني اتجاه أنفسنا ان نتحمل مسؤولية امام هذا البلد والمجتمع، لغرض القيام بكل ما يحتاجه البلد منا؛ لتحقيق المنهاج السليم والدفاع عن الظلم والاستبداد، وكل من يحاول الابتعاد عن الشعور بالمسؤوليه هو شخص ضعيف يحاول ان يتجرد من فطرته التي فطره الله جل وعلا عليه.
فالشعور بالمسؤولية اتجاه بلدنا ومجتمعنا واجب، ولغرض تطوير وتنمية هذا الشعور، هو الاستفادة من فيض وروح عاشوراء حينما قال الحسين عليه السلام (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثم لم يغير بقول او فعل، كان حقيقاً على الله ان يدخله مدخله).
فلا اقول بعد اليوم انني غير مسؤول.
وهذه المسؤولية تتطلب الحركة من السكون وتغيير البسيط ابتداءاً من ذاتي الى هرم السلطة عندما يشعر الحاكم بمسؤوليتة بإقتراف التقصير.
وبسبب انعدام المسؤولية عند هرم السلطة اليوم، اصبح واجب علينا من خلال ثورة اكتوبر إيقاظ ضمير الحاكم "بانك راعي ومسؤول عن رعيتك، ومن لم يهتم بأمور اخوانه فليس بمسلم"
وكيف يمكن ان نصل بهذه الرسالة الى الطبقة الحاكمة؟
يمكننا ذلك من:
1- الأعتقاد بأننا قادرين على إنقاذ بلدنا الى بر الامان، وبأستطاعتنا النهوظ به وتغير مسار الدمار للتطور،
كما كان هذا الإعتقاد بثورة عاشوراء عند الامام الحسين عليه السلام.
2- العمل على ربط فكرة أصلاحيون حقيقيون ببرهان علمي ومعرفي يتمثل على واقع وبحال ثورة اكتوبر، لما ستتسم به هذه الثورة من أطلاءها بطابع العلم والقدرة على القيام منهاج سليم وصامد يستمد من ثورة عاشوراء الداعية للتنوير والاستبصار نحوا بلد آمن ومجتمع تتوفر لديه الأولوية ببلوغ التغيير الحقيقي.
فبعدما تصل رسالتنا هذه لهرم السلطة، عندها يمكن ان نقول تمكنا من ان نكون راعيين للتغيير حقيقي؛ نتيجة إستلهامنا بعض مما تركتهُ لنا ثورة عاشوراء.