كشف موقع تويتر عن تدابير جديدة للحد من انتشار المحتوى الذي تصدره "وسائل إعلام تابعة لحكومات" ويرمي إلى خدمة أهدافها السياسية، في خطوة ستؤثر على مؤسسات إعلامية روسية وصينية.
وذكرت المنصة الأميركية أنها ستضع علامات مميزة جديدة على تلك الحسابات ولن "تواصل توسيع نطاق الانتشار" لتغريداتها عبر نظام الاقتراحات، في أحدث خطوة لتمييز حملات التأثير الحكومية والحد منها.
وقال متحدث باسم تويتر إن وسائل الإعلام المعنية بالسياسة الجديدة للموقع تشمل وكالتي "سبوتنيك" الروسية و"شينخوا" الصينية.
وجاء في بيان للشركة إن ذلك سيؤثر على وسائل الإعلام "التي تتحكم الدولة في محتواها التحريري عبر الموارد المالية أو الضغط السياسي المباشر وغير المباشر أو تتحكم في إنتاجها وتوزيعها".
وأضاف البيان أنه "خلافا للإعلام المستقل، كثيرا ما يستعمل الإعلام المرتبط بدول تغطيته الإعلامية كأداة لخدمة أجندة سياسية. نعتقد أن من حق الناس أن يعلموا حين يكون حساب مرتبطا بدولة على نحو مباشر أو غير مباشر".
وقال تويتر إن القرار لا يؤثر على "المنظمات الإعلامية الممولة من الدولة والتي تحظى باستقلالية تحريرية"، مشيرا إلى "هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)" و"الإذاعة الوطنية العامة" الأميركية.
ويأتي إعلان تويتر عقب اتخاذ فيسبوك إجراءا مماثلا في وقت سابق من العام عبر وضع علامة مميزة على المحتوى الذي تنشره وسائل إعلام تتحكم فيها دول.
وتأتي تدابير منصتي تويتر وفيسبوك في ظل مخاوف حول حملات حكومية تهدف للتأثير على الانتخابات والرأي العام في دول أخرى عبر وسائل إعلام تخفي طبيعتها الحقيقية.
وبرزت الحملات المدعومة من دول على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، كما رصدت حول العالم.
وأظهر تقرير حديث لباحثِين من جامعة أوكسفورد أن وسائل إعلام روسية وصينية، وكذلك إيرانية وتركية، تمارس التضليل وتنشر نظريات مؤامرة، وجميعها تتحكم فيها تلك الدول أو منحازة بشكل كبير إلى أنظمتها الحاكمة.
وأعلن تويتر أيضا إنشاء علامة توثيق جديدة خاصة بـ"كبار المسؤولين الحكوميين"، ويشمل ذلك وزراء الخارجية والسفراء والمسؤولين المخولين التحدث باسم الدولة.
ستوضع هذه العلامات في مرحلة أولى على حسابات مسؤولين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتخطط الشركة إلى توسيع نطاق هذه الخاصيّة لتشمل دولا أخرى مستقبلا.
وورد في بيان تويتر "نعتقد أن هذه خطوة مهمة، فحين يرى الناس حسابا يناقش مسائل جيوسياسية من دولة أخرى، سيكون لهم علم بالدولة التي ينتمي إليها ودراية أكبر بمن يمثّل".
وأوضح أنه "حاليا، لن نضع علامة على الحسابات الشخصية لرؤساء الدول، إذ إن تلك الحسابات معروفة على نطاق واسع ويميّزها الإعلام والرأي العام".
ولا تقتصر جهود المنصات الإلكترونية على مكافحة الحملات المدعومة من دول، إذ تسعى كذلك إلى الحد من المحتوى الذي قد يضلل الرأي العام.
وقد استهدف فيسبوك وتويتر، الأربعاء، حسابات تابعة لدونالد ترامب بسبب نشر شريط مصوّر يقول فيه الرئيس الأميركي إن الأطفال "محصّنون تقريبا" ضد فيروس كورونا المستجد، وهو ادعاء قال الموقعان إنه يحتوي على "معلومات مضللة".
وأزال فيسبوك المقطع المصور من حساب الرئيس. وهي المرة الأولى التي يزيل فيها الموقع أحد منشورات ترامب لانتهاكه قواعد المحتوى الخاصة به.
كذلك، أعلن تويتر أنه حظر الحساب الرسمي لحملة ترامب بسبب تغريدة تضم مقطع الفيديو نفسه الذي تطرّق فيه ترامب إلى مسألة إعادة فتح المدارس الأميركية في سبتمبر.
وأوضح ناطق باسم المنصة التي تتخذ في سان فرانسيسكو مقرا لها لوكالة فرانس برس أن التغريدة "تنتهك قواعد تويتر حول المعلومات المضللة المرتبطة بكوفيد-19" مضيفا أنه سيطلب من صاحب الحساب إزالة التغريدة قبل أن يتمكن من التغريد مرة أخرى.
وعاد "تيم ترامب" (فريق ترامب) إلى النشاط بعد إزالته الفيديو المثير للجدل.
المصدر: سكاي نيوز عربية