بنهاية حرب إيران التي استمرت لثمان سنوات , خرج العراق منهكاً اقتصادياً وبشرياً , حيث فقد العراق مئات الشباب من أبناءه بحرب خاسرة , مغامرة من قبل الرئيس السابق صدام حسين , إما اقتصادياً فالعراق دخل الحرب يتمتع بفائض مالي في الميزانية (ملايين الدولارات) , إضافة إلى اقتصاد جيد جداً , وخرج منها مديون لدول الخليج والدول الأوروبية , لم تكتف الولايات المتحدة بالدمار الذي لحق بالعراق جراء حرب ألثمان سنوات بل دفعت عملائها من حكام الخليج لتدمير اقتصاد العراق من خلال ضخ النفط بكميات كبيرة مما أدى بانخفاض الأسعار فاضر ذلك باقتصاد العراق خاصة وانه كان يعاني من الديون واغلب الديون لدول الخليج التي بدأت برغم ما فعلته بالضغط على العراق من اجل استحصال ديونها , هذا الاستفزاز وتدهور الوضع الاقتصادي , وإعطاء أمريكا الضوء الأخضر لصدام كل تلك كانت دوافع قويه لقيام صدام بزج الجيش العراقي بحرب أخرى هي حرب الخليج الثانية , دخل صدام الكويت فجمعت أمريكا حلفائها وعدت عدتها لحرب العراق ,أعلنت امريكا وحلفائها الحرب على العراق فدمر الجيش بعد انسحابه من الكويت , وخرج العراق والشعب العراقي خاسراً مره أخرى بشرياً واقتصادياً , وفرضت أمريكا وحلفائها حصار اقتصادي جائر على الشعب العراقي أنهكه لسنوات طويلة وأجاع شعبة وقتل أطفاله , مع دفع تعويضات كبيرة للكويت وغيرها من الدول المتحالفة مع أمريكا .
اليوم يتكرر السيناريو نفسه , أتناج نفطي بكميات كبيرة , انخفاض في الأسعار , وهذا الانخفاض لن يضر بالدول الخليجية التي لا تعاني من أزمة اقتصادية أو ديون خارجية , , لذا فالمتضرر الوحيد هو العراق وشعبه خاصة مع وجود مشاكل كثيرة جداً يعاني منها العراق , بطالة , أزمة سكن , بنى تحتية مدمرة , اقتصاد مدمر , حكومة عبارة عن مجموعة لصوص هيمنوا على السلطة وسرقوا مقدرات البلد , وليس هذا فقط بل يضاف اليه مرض الكورونا الذي اجتاح العراق بسبب عدم غلق حدوده مع إيران , ولأسف إن انتشر هذا المرض وأصبح وباء لن يستطيع هذا البلد المنهك السيطرة عليه لأنه يفتقر إلى ابسط الوسائل الطبية والتجهيزات والمستشفيات الحديثة , خاصة وان الأموال المخصصة لوزارة الصحة منذ2003 ولحد 2020 نهبت من قبل الوزراء وأحزابهم , فالمواطن العراقي لا يجد ابسط علاج في المستشفيات العراقية المعدمة , كل هذه المشاكل وغيرها انعكست على حياة الفرد العراقي الذي عانى ولا زال يعاني , وانخفاض أسعار النفط سينعكس سلباً على حياة المواطن الفقير الذي يسعى إلى الحصول على قوت يومه في ظل ميزانية خاوية وبلد مديون وساسة فاسدين .