إن انتشار وباء كورونا وأتساع مداه بكافة دول العالم رغم التباعد الجغرافي بينها ، و وقوع حالات وفاة و ذعر غير مسبوق بين الشعوب و الحكومات ، ناهيك عن الخسائر المالية المكلفة التي عمت جميع تلك الدول دون استثناء ، هذا لم يكن من الصدف او الحالات المرضية الطبيعية. ربما هي رسالة من الله لبني البشر لبيان مدى ضعفهم في مواجهة أصغر وأشرس مخلوق حيث قال جل علاه في كتابه الكريم (وَمَا يَعْلمُ جُنُودَ رَبَك إلا هُوَ وَمَا هِيَ إلاَّ ذِكرَى لِلْبِشَرِ).
فمهما بلغت قوة السلاح وفرض الوجود هي أمام قوة وقدرة الله لاشيء. فالتبجح بقوة السلاح والامكانية التكنولوجية ونشر الظلم بالقوة او حتى باللسان بين الناس يعد مواجهة لقدرة.
فكم منا ظَلمَ أخاهُ او صديقهُ او شخص لا يعرفه ، كم منا سمع نداء المظلوم ولم ينصره ولو بكلمة و وقف مع الحق و واجهة الظُلم. تلك الشعوب المسلمة تُظلم كل يوم من قبل قوة التجبر و الطغيان ولم تجد الناصر و المعين. كم و كم من حجب حقوق المساكين وأبناء السبيل في اموالهِ لا بل الكثير جحد ذلك الواجب بحجج واهية فالله يمهل ولايهمل.
هذا الفايروس هو رسالة تحذير ببلاء يقع بنا لمحو خطايانا حيث قال تعالى ( ولَنُذيقَنَّهُم مَّنَ العَذابِ الادْنَى دونَ العَذابِ الأكبَرِ لَعَلّهُمْ يَرجِعُونَ).
أراد الله التراحم بيننا ولو بالدعاء او كلمة طيبة. تركنا الله بما أمر والتحقنا بما نها. كم مرة يعصى الله جهارا نهارا من مجالس الفجور والتأييد والتفاخر بها، كم و كم تعالت اصوات الالحاد بين الناس وهم اولاد بيئة مسلمة ، وما اكثر ممن يتفاخر بمعصيتهِ وارتكابهِ للذنب ، و وصف القران هؤلاء الذين خرجوا من طاعة الله الى معصيته بالفاسقون، حيث قال تعالى (وَلا تَكُونُوا كَالذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأنسَاهُمْ أنُفسَهُمْ أولَئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
نلاحظ الدعوات تعالت حتى من دول الغرب لترجي العطف الالهي ورحمة السماء، لرفع البلاء وهذه هي الفطرة الحقيقية عند الضيق والشدة يتجه العبد الى ربه من اللاشعور.
فالرحمة والبلاء هي قدرة قادر قاهر وما الانسان الا عدم أمام قدرة الله عز وجل، حيث قال تعالى ذكره (إن نّشَأْ نْنزّلْ عليهم مَّن السَّمَاءِ آيةً فظلَّت أَعناقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).