ثقيلة هذه الايام بكل ماتحتويه من المفاجأت اغرقت همومنا وزداد فيها الالم واصابنا الندم عن فترة لم نتدارك فيها اننا سنقتل في بيوتنا وستتلاشى اواصر المحبة وصلة الرحم ,لم نشعر ان الزمن والايام القادمة تحمل بكل طياتها هموم الماضي وجرح سنين وعبق سرابه دائما مملوء بشجن وانين وأهات وجزع ونكد تحمله رياح العصر لتعطر اجسامنا ثم تتلاش بعد ذلك لتكون مسجٌى تحت التراب قبل ان تحل ضيفة على اديم الارض قبل الرحيل الى عالم الاخرة , بالامس كنا نقيم للموت كل مراسيم الدفن الاصولية وحسب ماجاءت به الشريعة واليوم نهرب من موتانا ونتمنى ولو قليل ان تدفن اجسادهم غلس من الليل وبعيدة عن مرافقتهم ماذنبهم ان لم يستطيعوا ان يتخلصوا من مرض اصابهم , هل هو عار ام رحمة لادخل للانسان في الهروب منه بل هو حكم وارادة الله ان تكون هكذا بمن تحل عليه المصيبة ,مكثنا في دورنا ندعوى الله ان ينقذنا من هذه السحابة السوداء وهي تقطر رذاذها فو ق رؤوسنا ضانين ان ليس لها مخرج وستفنى البشرية قريبا سمعنا ماقاله الرجل العجوز وطربنا فرحا حينما تكلم الدكتور الصيني تشونغ نانشان ان مرض كورونا سيتلاشى في شهر ابريل / نيسان , عطفا عن ماقيل واكثر ماقال حتى تشبعت عقولنا بالاوهام وسيطر اليأس على حركتنا وكلا منا اصبح يوجه نفسه طبيا حسب مايعلم ان تلك الخطوة منجية وسيطرت الشكوك علينا بل اكثر من ذلك اذا اشتكى عضو من جسد اي انسان في هذه الوقت تسارع للشك بانه قد يحمل علامات المرض وتسوء حالتة النفسية , ولايختلف الامر حينما يعطس رجل امامك في اي لحظة تشمئز روحك ووتتذمر وتهرب من ذلك بدلا ان تقول له يرحمك الله الكلمة المتداولة بين اوساطنا , كلنا في دوامة التفكير والخوف على ان هذا المرض سيقضي بالتدريج على اعداد كبيرة جدا من البشر وان وجد له علاج يحتاج الى سنتين للتعامل به , وتبقى الامور مسيرة بحكم الله وما خلق في الدنيا الله شيء الا لسبب معين وكل شيىء يدار بحكمه هو اعلمها وتعجز البشرية عن ايقاف ارادته مهما اتيح لها من امكانيات علمية واقتصادية (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً)85/ الاسراء , بل اقول ان فرج الله قريب ان شاء الله لمعرفتي البسيطة ان الله لاينسى عباده الذين يتضرعون اليه بالدعاء , غدا سنرمي الكمامات والواقيات وخلع الجفوف من ايدينا وسوف تجف دموع الامهات ونبني تماثيل الى اطبائنا وهم يخاطرون بانفسهم من اجل علاجنا , غدا ستعاود فتح اضرحتنا ومقدساتنا وسنسمع التكبير والتهليل واقامة الصلاة وممارسة الشعائر مجتمعة ’ غدا سيخرج اطفالنا الى المدارس مبتسمين والى الساحات والحدائق وستفتح افاق المستقبل لهم , غدا ستغلق مشافى الامراض والحجر الصحي وسننثر الورود على روؤس ابطالنا في القوات المسلحة وهم يجوبون الشوارع ليلا ونهارا من اجل ان لايصيبنا الاذى ,غدا ستقرع اجراس الكنائس ونسمع اصوات الموسيقى طربا وفرحا وستقف امام من لم تصافحه بالامس وتقول له وداعا لمرض اراد ان يهتك صداقتنا وستجمعكم الابتسامة والود , غدا سنرى باذن الله ازدحام الطرق والناس وستفتح الاسواق ونتبضع كيفما نشاء , غدا ستحلق في سماء بلادي طائرة الذهاب والاياب وتعمل المطارات والخطوط بكامل طاقتها , غدا سيلتقي العشاق ويتعانق المحبون وسينتهي الجفاء وتتقابل العيون وجها لوجه لتروي مااصابها من شوق بعد ان تعفرت اناملها بالكتابة وسنقول الى كرونا وداعا ونقول الى جهاز الانترنيت شكرا ايها الوفي لقد اسعدتنا طيلة فترة الحضر عشت معنا ضيفا كريما ابيا , ما اقوله هوصبرنا وظروفنا القاسية نحن العراقيين ومامرت علينا من المصائب والازمات جعلنا ان نواجه تلك الازمة بقلوب عامرة ولقد استفدنا من الصبر وسنكتب هذه المرحلة من الالم والفراق والحجر في صفحات التاريخ ونرويها الى اجيالنا القادمه لتكون شاهدة علينا ان ما حلى بنا ليس بشيء هين سنرويها الى احفادنا لتكون قصة حب وصبر ومغامرة اننا انتصرنا بتماسكنا وتدبير احولنا في احلك الظروف , وسنقول لهم كرونا وباء كرونا فايروس قاتل لكن لم يقتل فينا الانسانية والرحمة وضلت قلوبنا وعقولنا مثمرة بالعطاء سيكون كورونا كابوسا انتهى وتاريخا مضى وزحف ولن يعود ودرس مؤلم للصبر والتدبير والحيطة والشكر وان الناس آسرة واحدة مهما اختلفت اديانهم والوانهم ومقدساتهم فان المرض لايميز بيننا تكاتفنا وانتصرنا ونسال الله ان يستفاد العراقيون من هذه التجربة في مواجهة تحديات المستقبل والقادم لايعرف مايخبى تحت اسرار العرش .