يوسف بن حمود بن مهدي بن راضي بن رجيب . ترجع أصول (ال رجيب) إلى قبيلة خفاجة وتنحدر من خفاجة الشنافية , وسكنت تلك الآسرة النجف الأشرف قيل في أواسط القرن الثالث عشر للهجرة , والقول الآخر في منتصف القرن الثامن عشر , ولكثرتهم بمحلة العمارة ومحلة البراق سمي أحد الآزفة (عكد رجيب ).
ولد الشاعر في النجف الأشرف عام (1895م أو1900م), لأبويين عربيين, توفي والده وهو في سن الرابعة من عمره .
درس في مدرسة الصحن الحيدري الشريف , تعلم فيها القراءة والكتابة وتلاوة القران الكريم , وتلقى معارفه الأولية في النحو والصرف والعلوم الدينية . ودخل القسم المسائي في مدرسة الغري الأهلية 1922م , وأظهر مواهبه وتفوقه في الدراسة الخاصة، فعين مدرساً فيها .
برزت رغبته في مطالعة الكتب وانكبّ على قراءتها وشغف بالتاريخ والآدب , فارتشف من معينها ونهل من أصولها , ثم أعجب بالشعر حتى صرف جهد ومصروفه لشراء الدواوين الشعرية والتعلم منها , فتأثر بالمتنبي وأستحوذ على تفكيره .
والشاعر يسخر و ينتقد المحاولات الأدبية الحديثة ويتعصب للشعر العمودي ,إذ كان ميالاً إلى الجزالة في التعبير وحسن الأداء والروعة في ضرب بالأمثال , فمثلا كقوله هذا البيت نهاية كلمته في تأبين العلامة الشيخ عبد الحسين مطر:
حييون إلا أنهم في نزالهم ...أقل حياء من شفر الصوارم
ولولا احتقار الأسد شبهتهم بها ...ولكنها معدودة في البهائم
أظهر مقدرة في الكتابة والخطابة والحوار فأصدر جريدة (النجف) أسبوعية أدبية انتقادية واقعية في العام 1925 ثم احتجبت بعد سنتين من صدورها.
واعتبرت هذه الجريدة من الصحف الأدبية الانتقادية الناجحة في خارج بغداد وطبعت بالمطبعة العلوية , ثم تعطلت بعد أربعة أشهر ويقال إنها استمرت حتى بعد 17 رجب 1344هـ الموافق 31 كانون الثاني 1926م.
كان الأديب مرموق في أدبه وشخصية معروفة بين العلماء والادباء لا سيما الاسر العلمية في النجف , وأنتقل إلى بغداد فعين مدرساً في المدرسة الحسينية الأهلية ثم عمل مع زميله إبراهيم صالح شكر صاحب جريدة (الزمان) 1927، ثم عين رئيساً لتحرير جريدة (النهضة العراقية) جريدة حزب النهضة في نفس هذا العام، وبعد فصله من المدرسة الحسينية تقلد وظيفة (مفتش استهلاك) في مدينتي المسيب والهندية عام 1934، ومنها إلى وظيفة (مدقق مالي) في نفس العام في سوق الشيوخ وفي عام 1935 اعتقل بتهمة إشتراكه بثورة العشائر على الحكومة في سوق الشيوخ عندما استدعاه وزير الداخلية رشيد عالي الكيلاني وبعد الحديث بينهما القي القبض عليه .وأطلق سراحه بشفاعة الزعيم الوطني جعفر أبو التمن. ثم رجع إلى وظيفته في مدينة الفلوجة، وهنا تعرف بالشاعر معروف الرصافي وجرت بينهما صداقة أدبية متينة حتى سنة 1938ونقل خدماته إلى وزارة المعارف . وعمل في ديوانها كملاحظ رسائل . وفي عام 1945 عين في المفوضية العراقية بدمشق. وهناك أصيب بمرض السل فانتقل إلى لبنان مستشفياً في مصحاتها ولم تنفعه في شيء، فمات عام 1947م مهموماً في حزنه متألقاً في خلوده ومواقفه الوطنية، مخلفاً مئات المقالات، كما ترك قصة (المهدي الشمري) التي طبعت في عام 1942.
حظي باهتمام كتاب ومؤلفين وكلهم مجد فيه بطولة الكاتب وجعلوه مثالا يحتذي به في صياغة الخطاب الوطني، ومن اولئك:
1-معن العجلي في كتابه (يوسف رجيب : فقيد الأدب والعرب)، طبع سنة 1947.
2-عبد الرضا كاشف الغطاء (شيخ العراقين) اصدر عددا خاصا من مجلته (الغري) سنة 1947 وهو عدد تأبيني باقلام خيرة كتاب العراق ومنهم: توفيق الفكيكي وجعفر الخليلي ورفائيل بطي..