حدثت مشاكل بينه و بين زوجته و لعدم وجود احترام للعشرة و عدم التمسك لاراء الحكماء بين عائلة الزوجين قررا الوصول لحالة الطلاق و بعد انفصاله عن زوجته بفترة شعر بخيبة الامل و بدء ينسحب من الحياة العامة و العيش بعزلة عن محيطه الخارجي فقام يبتعد عن الخروج مع اصدقائه و بدء يبتعد عن الذهاب الى حفلات الاعراس و المناسبات و لم تنفع معه محاولات الاهل و الاصدقاء بالخروج من هذه العزلة حيث قام يستذكر ذكرياته مع زوجته و يتذكر الايام الجميلة و المشاكل بينهما باحثا عن خيط صغير يوصله لفهم ما حدث من انعكاسات في حياته و لم يستطيع ان يجد تفسيرا مقنعا لما قام به من اصدار قرار مصيري
فبدئت تراوده بعض الامور لكي يبتعد عن العزلة التي وضع نفسه فيها حيث قام بفتح حاسبته و قام يدخل الى صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي حيث شاهد على صفحتها انها تبحث خلف سراب من الامنيات و تتناوب الكلام و ارسال الصور التذكارية مع مجموعة قليلة من الاصدقاء و بالاخص شخصين كثر الكلام بينهم فشاهد ان منشوراتها تتميز بين السخرية تارة و بين الولولة تارة اخرى و من يشاهد صفحتها يجدها انها عاشقة لفنان او مطرب قد فارق الحياة او تجدها في حين اخر على انها فتاة صغيرة العمر حيث قام بتفسير تصرفاتها على انها تخبط في الحياة جراء الطلاق او انها تمر بحالة مرضية مستعصية بعد حدوث الانفصال و تحاول ان تبعث رسائل لاصدقائها انها تعيش حياة طبيعية بعد طلاقها لا تختلف عن حياتها و هي متزوجة و انها مرغوبة من الاخرين بدل ان تبقى مرتبطة بشخص واحد في نظرها انه لا يفهمها و قد خسرها عندها بدء بالضحك على تصرفاتها و حاول ان يتناساها و قرر ان يبدء بالخروج من حياة العزلة و مواجهة المجتمع بشجاعة لان امر الطلاق شيء طبيعي ممكن ان يحدث لاي شخص
و في احدى الليالي و اثناء دخوله الى صفحة الفيس بوك الخاص به وجد طلب صداقة من شخص لا يعرفه و اسم جميل جدا هو (عاشقة الحياة) فدخل الى صفحة صاحبة الطلب فوجد الصفحة طبيعية جدا و لا تختلف عن صفحات النساء و مدة انشائها حديثة و توزعت منشوراتها بين الفن و الازياء والطبخ و التسوق و نشر المقاطع المضحكة و بعض الولولة و النحيب و مجموعة من صور الخاصة في المناسبات ولكن دون ان يظهر وجهها في هذه الصور في بداية الامر ساورته بعض الشكوك من كون صاحبة هذه الصفحة هي زوجته السابقة لكن اغلب تفاصيل الصفحة تختلف عن طبيعة و اسلوب زوجته السابقة حيث لا يوجد أي قاسم مشترك بين صفحة صاحبة الطلب و بين صفحة زوجته السابقة
حيث قرر الموافقة على طلب الصداقة لكنه اشترط ان يراها او يسمع صوتها فكتب لها رسالة على الخاص (انا سعيد جدا ان اجد طلب صداقة من فتاة او سيدة مثقفة و جميلة ورائعة و لكني لا اضيف او اوافق على طلبات النساء دون ان اعرف من صاحب طلب الصداقة او صورتها او سماع صوتها ... مع احترامي و تقديري)
و بعد فترة قصيرة جائه الرد رسالة (انا لا امانع من ان اسمعك صوتي او ارسل صورتي اذ قمت انت كذلك بارسال صورتك ايضا و انا اتشرف بك ان نكون اصدقاء) و قام بالموافقة على طلب الصداقة بعد ان سمع صوتها و تأكد انها امرأة حيث قالت له انها فتاة في عمر الثلاثين و بيضاء البشرة و ذات شعر طويل حيث ان هذه الصفات هي تشبه مواصفات زوجته السابقة و بدء يشعر بالفضول لكي يراها و تقوى الصداقة بينهم و قاما بالاتفاق فيما بينهم ان يلتزما بحدود الصداقة و لا شيء غير ذلك و لا يقوم أي شخص منهما بالتدخل في شؤون الاخر و علاقاته بالاخرين و طبيعة نشر المنشورات و التعليقات و الردود او طلب أي امور اخرى خارجة عن الذوق العام
و بعد اكثر من شهر على حدوث الصداقة بينهما قامت بخرق الاتفاق من جانبها و بدئت تسأله عن حياته السابقة و قامت بانزال اغنية لمطرب يحبه و هي نفس الاغنية المنشورة في صفحته و كذلك قامت بمشاركة جميع منشوراته فانتبه و قال في نفسه ان اول الغيث قطرة و هي انها بدئت تتكلم و ينكشف بعض من شخصيتها و خلال الليل و كالعادة دخلا الى اجراء الدردشة فيما بينهما و بدء سرد الاحاديث المختلفة و بدء ينتبه الى انها تعرف عنه الكثير هنا بدء يشك انها قد تكون زوجته و بعد ان خاضا بالاحاديث توقفا عند موضوع المظاهرات و هي ترغب بالذهاب الى ساحة التحرير اثناء استرسالهما بالكلام قامت بسؤاله و بشكل مفاجىء (هل لك ان تقوم بأخباري عن اسباب انفصالك عن زوجتك فلانة و بالتفصيل) فقام بالضحك و قال لها دعينا من اسباب انفصالي و حاولي الانشغال باسباب انفصالي عنك و ساترككما انت و صاحبة طلب الصداقة كضرتين لمطرب او زوج مات في زمن لا تفهمانه ، معلقا بكلمة (وداعا) و اغلق الدردشة نهائيا .