رشيد حمامي المغربي بعد تنصره وآعتناقه المسيحية أصبح معقداً كثيراً بالنسبة للإسلام والمسلمين ، وذلك من خلال برامجه التلفزيونية التي يقدمها عبر فضائية [ الحياة ] التنصيرية المعروفة ب[ سؤال جريء ] .. حقاً هو كذلك ، حيث الجرأة في الوقاحة والكراهية والتخلف الثقافي والحضاري .
لم يصبح رشيد حمامي معقداً حول الإسلام والمسلمين وحسب ، بل أضحى يحمل في طيّاته ، وفي جنباته كماً هائلاً من الكراهية والحقدية والضغائنية بلا حدود إزاء الإسلام والمسلمين ، بل العدائية للأسى البالغ . فهو على أساس ما ورد قد وضع جميع القيم والموازين والمعايير العقلية والعلمية والتاريخية والإنسانية والإنصافية تحت قدميه وداسها ودعسها دون أن يتحرك له جفن .
الإشكال الأساسي هنا ليس في تنصُّره صوب النصرانية أو المسيحية كما التسمية المتأخِّرة لها . فالإنسان حسب التقريرات القرآنية ، هو حُرٌّ ومختارٌ في الإيمان ، أو الّلاإيمان أيضاً ، أو في تبديل دينه والإرتداد منه الى دين آخر والله سبحانه هو الذي يحكم ويفصل بين عباده بالحق والعدل فيما كانوا يختلفون عليه في الحياة الدنيا كما قرره بتكرار في العديد من الآيات القرآنية . ففي الإسلام لا إكراه في الدين والإيمان ، كما لا إكراه في العقيدة والفكر . يقول القرآن الكريم في عدم الإكراهية الدينية – الإيمانية : { لا إكراه في الدين } البقرة / 256 ، ويقول أيضا : { إن هذه تذكرة فمن شاء آتخذ الى ربه سبيلا } الإنسان / 29 ، كما نقرأُ أيضاً : { كلاّ إنها تذكرة فمن شاء ذكره } المُدَّثِّر / 54
أما تاريخياً مع إننا لا تُبرِّءُ جميع مراحل التاريخ الإسلامي ولا نعتبره مرحلة واحدة ولوناً واحداً ، لكنه رغم ذلك فقد تعايش أتباع الأديان والعقائد الأخرى الى جنب المسلمين محتفظين بأديانهم وطقوسهم وعاداتهم الدينية والتاريخية والإجتماعية ، بالإضافة آحتفاظهم بكنائسهم ودورهم الدينية وغيرها ، وهذا ما أشاد به الكثير من المؤرخين والعلماء والمستشرقين المنصفين في الغرب ، والمسلمون كما هو ثابت تاريخيا لم يبيدوا شعباً من الشعوب ، ولم يستأصلوا من الوجود حضارة من الحضارات ، وذلك بالعكس من الذين أبادوا مئات الملايين من البشر في بلدان متعددة وأستأصلوا حضارات وثقافات لهم ومحوها من الوجود بالكامل ، وذلك بآسم اليسوع المسيح ، حيث هو منهم براءٌ !
فرشيد حمامي ، كما آستمعت منه لساعات ؛ لا هَمَّ له ولا هدف إلاّ البُهت والتخرُّص والتشويه لصورة الإسلام والمسلمين والإزدراء والإستخفاف بهم من جميع النواحي . بالإضافة الى الهدف الغائي الثاني له ، وهو مهمة التنصير في بلاده بالمغرب وخارجها أيضاً ، عليه واضح كالشمس الساطعة في رابعة النهار إن ما يقدم عليه في المهة الأولى ، هو مقدمة وطريقاً معبَّدة للمهمة الثانية الموكَلة اليه من أسياده الذين لَقَّنوه هكذا سخافات ودرَّبوه لهكذا مهام متصادمة مع القيم الإنسانية .
فلو كان كان رشيد حمامي ، وأشباهه كذلك يمارسون النقد وحق الإعتراض والإختلاف على قسم من المفاهيم الإسلامية ، أو على مرحلة وأكثر من تاريخ المسلمين ، أو أيَّ موضوع آخر يتعلق بالإسلام والمسلمين لهان الأمر ، بل لكان أمراً بدهياً وطبيعياً ولا إشكال فيه أبداً ، لكنه / لكنهم لا يفعل ذلك فقط ، بل إنه ينظر الى الإسلام وكتابه ودينه ونبيه ورموزه والمسلمين وتاريخهم بعداءٍ ، ويقوم عبر منظار رفضي حقدي أسود برفضهم جملة وتفصيلاً ، إذ هو من خلال ذلك يرفض متعالياً مستكبراً متخرِّصاً حتى الحقائق والوقائع للإسلام التي أشاد بها العظماء من العلماء والمؤرخين والفلاسفة غير المسلمين في مختلف أصقاع العالم وبلدانه .
بالحقيقة إن ما يسلكه المدعو المذكور من سلوك مُشين وغير إنساني بالمرة ليس بغريب ، فالرجل قد تم تكليفه في الدهاليز المعتمة بهكذا مهمة ، وهو كالآلة الصمَّاء يُنفِّذها بحذافيرها ولو كانت على حساب الحق والحقيقة والعدل والضمير ، وعلى حساب العلم والمعرفة ، أو الإنسانية إذن ، فإن ما يفعله السلف الذكر ، وأشباهه بطبيعة الحال يتناقض ، كل التناقض مع رسالة سيدنا عيسى المسيح ، وهكذا مع الكثير من المفاهيم والتعاليم الواردة في مختلف الأناجيل إن كان يؤمن بها ، أو على الأقل إن كان يحترمها المذكور . هنا نتسائل : هل حقاً يؤمن رشيد حمامي المغربي ومن على شاكلته بنبي الله تعالى عيسى المسيح وتعاليمه القيمة وسجاياه الفاضلة وأخلاقه العالية ، فإن كان يؤمن به ، فكيف يتصرَّف ما هو بالعكس ، وبالضد منه تماماً ...؟
فالمدعو رشيد حمامي الفاقد لبوصلة العدل والإعتدال والإنصاف لا يرى أيَّ حق ولا حقيقة ولا عدل ولا إيجابية على الإطلاق للإسلام والمسلمين ولكتابهم ونبيهم وتاريخهم وحضارتهم وتفاعلهم الإنساني الحضاري في التاريخ وما قدَّموه من خدمات وعطاء معرفي وحضاري .
ولشدة توغُّله في الكراهية للإسلام والمسلمين فهو يرى الحق لجميع الأديان والمعتقدات وأتباعهم في العالم إلاّ الإسلام والمسلمين ، فهو وفقاً لغسيل الدماغ الذي حصل له فهو يرفض أيَّ حق أو آعتبار لهم ، فهم في فكره السوداوي والصدءِ والقذر لا شيء على الإطلاق ، فهم يفتقدون بحسب ما أُمْلِيَ عليه ، كل فضيلة وحق وحقيقة وعدل وفضيلة وإيجابية مُذْ أول يوم لبزغ شمس الإسلام في العالم ، والى آمتدادات أيامنا هذه .
فمن الأمثلة على ما ورد هي كثيرة جدا ، لكننا نشير الى واحدة منها ، وهي سابقا قدم برنامجا في فضائية [ الحياة ] بعنوان [ محنة الملحدين في مصر ] .. أجل ، هكذا وكذا يخوض المدعو المذكور في كراهياته ، في بطلانياته ، في متناقضاته العلمية والثقافية واللاإنسانية واللاحضارية ، وفي سائر برامجه الفضائية المركَّزة أساساً والهادفة أساساً الحطَّ والإزدراء والإفتئات والإفتراء بالإسلام والمسلمين ، وبكل ما يتعلق بهم حتى لو كانت حقاً وحقيقة ثابتة بأجلى الإثباتات والدلائل الدامغة . كما له حلقة أخرى عن المسلمين بعنوان [ عبيد البخاري ] ، وذلك إشارة منه الى البخاري صاحب كتاب الحدبق المعروف ب[ صحيح البخاري ] ، هنا تذكرت في الحمامي المثل العربي وهو : [ رمتني بدائها وآنسلَّت ] . لا شك هناك تعصب للكثير من المسلمين إزاء البخاري بسبب الأحاديث لرسول الله محمد فقط ، لكن المسلمين لا يُقرون ولا يؤمنون بمحمد إلآّ كإنسان ونبي وحسب ، وذلك بخلاف ما عليه الحمامي وأولياءه الذين يؤلهون المسيح ، مع إنه كراراً ومراراً ذكر بأنه ليس إلاّ إنساناً وآبن إنسان ، وأنه نبي ليس إلاّ كما جاء ذلك في مختلف الأناجيل ..