تزوج رجل من فتاة فاسدة، وادخلها الى اسرته.. نصحه الاهل والأصدقاء، بأن ما يفعله شيئا خاطئا، وأنها ستفسد كل البيت.
لم يستمع للنصيحة، وراهن على امكانيته في تغييرها، وجعلها انسانة سوية.. وفعلا بدأ التغير، لكن بشكله السلبي، حيث بدأت فتيات البيت تنحرف، وشبابه فقد اخلاقه!
نصحه الأب الكبير، بمعالجة الأمر، لأن الأمور تتجه للهاوية.. فبدأ الأبن بمعاقبة الابناء دون الزوجة.. وما هي الا أيام حتى عادت الاسرة الى الفساد، بشكل أكبر.. فتأثير الزوجة أخذ يتوسع.
مشكلتنا في العراق، اننا ادخلنا الفاسدين الى مؤسساتنا ومكناهم ووفرنا الحماية الكافية لهم "شرعنة الفساد" مما ادى الى جعل الفساد امرا طبيعيا ومستساغا في البلد، حتى وصلت الصفاقة ببعضهم ليخرج في الاعلام ويصرح بأنه أخذ المبلغ الفلاني دون خوفا من الحساب!
في هذه الأيام نسمع عن أوامر استقدام، وحكم بالسجن على بعض الشخصيات لمدد مختلفة، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح.. ولكي تكون الأمور اكثر وضوحا، وتستعاد الثقة بمن يمسك بادارة البلد، يجب ان تكون هذه المحاكمات علنية، وامام الشعب، كما فعل مع المقبور صدام، فهولاء الفاسدين ليسوا اقل إجراما منه، لأنهم بفسادهم افقدوا الشعب الصورة الجميلة التي رسمها لما بعد التغيير، بل وجعلوا البعض يترحم على ذاك المجرم الذي لم يبقي موبقة الا وفعلها بالشعب!
حكم علي ابن ابي طالب عليه واله افضل الصلوات لم يدم طويلا، والسبب الرئيسي لذلك، هو عدل عليا.. لذلك يجب على الذين يتصدون لادارة شؤون البلاد، ان يكونوا اكثر حزما وشجاعة، ويقدموا رؤوس الفساد للمحاكمة وامام الشعب، مهما كان اسمهم او انتمائهم، وايا كانت الجهة التي تقف خلفهم.
كلنا يعلم أن لا اصلاح دون استئصال الفساد من جذوره، فالشجرة عندما تقطع اغصانها، سريعا ما تنموا لها اغصان اخرى، ربما اكثر واقوى من التي قطعت.. وعندما تعجز المضادات الحيوية عن معالجة المرض، يكون التدخل الجراحي هو الحل النهائي والامثل.
على ما يبدوا ان طبيب النجف الخبير، قرر ان العلاجات لم تعد تنفع، وعلى الطبيب المقيم ان يأخذ بنصيحة الخبير.. ويقوم باجراء الجراحة، واستئصال الفاسد من الجسد العراقي، والا فربما يتدخل هو ويجري العملية بيده..
نأمل ان تكون الرسالة قد وصلت للطبيب المقييم، ويدرك ان الامور ربما تأخذ منحى اخر، فيجنب البلد ما لا تحمد عقباه.