الغدير والقضية المهدوية صنوان، فواقعة الغدير تبليغ لرسالةٍ سماوية وإكمال للدين (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) على يد المعصومين محمد وأل محمد وخاتمةً بيد بقية الله وذرية الأنبياء روحي فداه، والمفاد من التبليغ للرسالة، هو التمسك بعترة رسول الله صلى الله عليه وآله أولاً، (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) ثانياً، و دون هذا الخليفة لن يكمل الدين ولا تتم عباده.
مجريات الواقعة في غدير خم نوهت إلى أمر بالغ الأهمية أن الرسالة المحمدية لم تبلغ لولا تنصيب الأمام علي عليه السلام بنص قرآني واضح، وتأكيد أن تتمة النعمة بولايتهِ، وأنه سوف يخلفه عترته الأطهار نوراً بعد نور، كما قال الإمام السجاد عليه السلام (بنا فتح الله وبنا يختم) أي أن الأمر بعد ذلك لصاحب الزمان ويختم به نور الإمامة.
نتيجة لما رافق الغدير من وقائع! وما تلاها من إجحاف للحق وتسليط يد الجور! وعدم الإمتثال لكلام الله عزّ وجل، فأن الموقف يحتاج إلى مخلص من الجور ومستأصل للظلم، وهذا المنقذ شحُذت به همم المؤمنين منذ الخطبة الغديرية و وصفته بالفرج.
بيعة الغدير ليست عاطفية، أنما مشروع رباني لتحقيق مراد الأنبياء والمرسلين، والتكليف كان أنقاذ الناس (لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وذلك دِينُ الْقَيِّمَةِ) وهدايتهم بمحمد وآل محمد، وأن المؤمن يتولاهم ومنتظر لفرجهم بخدمة القضية المهدوية.
الغدير نبراس الولاية وبها يمتحن الخلق، والولاية تجلت بقول الرسول صلى الله عليه وآله علي مولى كل مؤمن ومؤمنة والتمسك بعترتة آل بيته الطاهرين، وموالاتهم تمام النعمة وكمال الدين، والنعمة في زماننا هذا هي صاحب الزمان و كمال الدين بظهوره عج، فبالإمام القائم عج ينجز المشروع الرباني، و تملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وبه تُحيى معالم الدين، ويرتضي دين الإسلام للعالمين.