تعتبر مشاريع الربط الكهربائي بين الدول هي من مشاريع البنى التحتية بالغة الاهمية ومشروع ربط العراق مع دول الخليج العربي كهربائياً له مردودات اقتصادية كبيرة على العراق تتلخص اهم تلك المردودات بالتالي..
اولاً - تخفيض كلف الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لتلبية الطلب ...كيف ؟
الجواب هو وببساطة (العراق يحتاج حاليا الى 15000 خمسة عشر الف ميگاواط لسد النقص في الانتاج وكلفة انتاج هذه الكمية من الطاقة قد تصل الى ما لا يقل عن ٢٠ مليار دولار -محطات انتاج ومحطات تحويل (٤٠٠و١٣٢و٣٣)وشبكات نقل فائقة ومتوسطة وواطئة القدرة- فضلاً عن الفترة الزمنية الطويلة التي تحتاجها مثل هذه المشاريع ، لذا توفر عملية الربط للعراق حالياً هذه المبالغ وتمده بالطاقة المطلوبة لحين انجاز مشاريعه والوصول الى التكامل المطلوب في هذا القطاع.
ثانياً - تقليل كلف إنتاج الطاقة ما ينعكس إيجاباً على أسعار بيع الطاقة الكهربائية للمستهلك ...كيف ؟
الجواب هو ان كلفة انتاج العراق الان للطاقة مع حساب كلفة الغاز المستورد هي اكثر باضعاف من سعر الطاقة المستوردة من (الدول التي تعاني من فائض الطاقة في شبكاتها مثل دول الخليج )
وهذا الامر ايجابي جداً لحين استكمال بناء محطات جديدة وانجاز مشاريع محطات عزل الغاز في حقول النفط وتوفير كميات الغاز المطلوبة من خلال استثمار حقول الغاز ..علماً وحسب اطلاعنا سيكون سعر الوحدة الكهربائية المستودة من خلال هذا الربط ٢ سنت وهي اقل من كلفة انتاج الكهرباء في العراق والتي تصل الى ١٣ سنت حسب بيانات رسمية سابقة.
مع لحاظ ان الوحدة الكهربائية المستوردة من ايران من خلال الخط الايراني تبلغ ٩ سنت .
ثالثاً - السماح بتصدير أو استيراد الطاقة الفائضة بحسب وقت الذروة في كل دولة وهذا الامر مفيد جداً للعراق والذي سيكون المستفيد الاكبر من بين الدول المترابطة في هذا المشروع ومن المؤمل ان يكون العراق من خلال هذا الربط المحور الاساسي لنقل الطاقة بين شرق اسيا وشرق اوربا مستقبلاً نتيجة القدرة الانتاجية العالية لدول الخليج في قطاع الكهرباء وموقع العراق الستراتيجي.
رابعاً - التقليل من مخاطر توقف الطاقة المنتجة من محطات الطاقة في العراق.
خامساً- جميع الدول في العالم مشتركة بمشاريع ربط كهربائي ومنها الدول العربية التي بدأت بربط شبكاتها الكهربائية منذ أوائل الخمسينيات مثل مشروع الربط المغاربي بين دول المغرب العربي ومشروع ربط الدول الثمان بين تركيا وسوريا والاردن ومصر وفلسطين ولبنان وليبيا وكذلك مشروع الربط بين دول مجلس التعاون الخليجي.
سادساً-ستكون محافظات البصرة وذي قار وميسان والمثنى اكثر المحافظات استفادة من هذا المشروع خلال فصل الصيف القادم والذي سيتم تجهيز ٥٠٠ ميگاواط من خلال هذا الربط كمرحلة اولى.
سابعاً-تذبذب تجهيز الغاز الايراني للعراق اثناء فصل الشتاء بسبب زيادة الطلب الداخلي ونزول الكمية المجهزة خلال فصل الشتاء من ٥٠ مليون متر مكعب الى ٨ ملايين متر مكعب وهو ما اثر سلباً على تجهيز الطاقة للمواطن يوجب على الحكومة ايجاد حلول سريعة لحل هذه المشكلة ومشروع الربط هذا يعد من انجح الحلول.
وختاماً لا بد ان نشير بأن مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج يعد انجازاً مهماً للحكومة الحالية خصوصاً بعدما فشلت الحكومات السابقة باتمام مشروع الربط مع دول الثمان (تركيا-مصر-سوريا-الاردن-فلسطين-ليبيا-العراق-لبنان) والذي اقره مجلس الوزراء منذ سنوات علماً ان مشروع الربط الخليجي هو اكثر فائدةً للعراق من مشروع ربط الدول الثمان لاعتبارات اقتصادية (كلف الربط وكمياتت الطاقة المستوردة واسعارها) فضلاً عن كون جميع الدول المشتركة فيه لديها فائض في الطاقة والوحيد هو العراق الذي يعاني من نقص في هذا الجانب..
