للعقل البشري في فهم بعض الاحد اث والحقائق حدود قد لا يستطيع تجاوزها وهذا امر طبيعي تكويني . وقال تعالى بسم الله الرحم الرحيم ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ). صدق الله العلي العظيم
ومن معرفتهم للعجز البشري يلجأ الفاسدون والكذابون والمظللون الى اساليب تزيد من حيرة العقل في تفسير ما يطلقونه من كلام او عمل يقومون به للتغطية على تصرفاتهم .
فكان وزير اعلام هتلر بول يوزِف غوبلز (1897 -- 1945) من أقوى ماكنات التظليل والتأثير على سير الاحداث في حقبة الحرب العالمية الثانية وصاحب نظرية ( أكذب ... أكذب حتى يصدقك الناس )
و نيقولا ميكافيلي السياسي الايطالي صاحب نظرية( الغاية تبرر الوسيلة ) أيضا كان من اعمدة التحريف والتظليل السياسي في بداية عصر النهضة في اوربا .
وزعيم البرويغندا في عصر ما كان ( معاوية بن أي سفيان ) فمرة يحاول ان ينتقص من بني هاشم وينال منهم فيمازح - بخبث - عقيل بن ابي طالب فيقول له ( ان في رجالكم شبق يا بني هاسم ) فيرد عليه عقيل (مثلما في نساءكم شبق يا ابن أبي سفيان ) . و معاوية الذي اقنع ألالف الناس بسب (علي بن ابي طالب ) ع على رؤوس الاشهاد وعلى المنابر واتهمه بالمساهمة في قتل الخليفة الثالث (عثمان بن عفان ). حتى عندما سمع الناس ان عليا قد قتل وهو في المسجد يصلي الفجر, تسائلوا باستغراب شديد - هل علي يصلي ؟؟؟.
وفي عصرنا الحالي , عصر العولمة والانترنيت وتقدم علم النفس ودراسات تكنولوجيا السلوك البشري , اصبح التأثير والتظليل والتزييف يراه ويقرأه الجميع وقد يسوق اليهم على انه الحقيقة بعينها ولا مجال ولا فهم غيرها , ومن زخم المعلومات مزيفها وصحيحها وصخب الاعلام والبث على مدار الساعة يجعل الانسان عاجزا عن فهم ما يتلقاه او يسمعه او ما يراه فيشعر بالعجز أمام فيض المعلومات المتدفق من كل مكان فيصل الى حالة تُدعى بـ”العجز المعلوماتي المكتسب”
وعلى الصعيد العالمي وأثناء الحرب الباردة بين القطبين القويين الولايات المتحدة وجمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية , كانت الحرب الاعلامية والدعائية على اشدها .
فكانت إذاعة أوروبا الحرة وراديو او اذاعة الحرية (Radio Free Europe/Radio Liberty) والمعروفتين اختصارا ب (RFE/RL) هي مؤسسة تتكون من شبكتين للراديو للإرسال الإذاعي اذ تذيع إذاعة أوروبا الحرة برامجها بثلاثين لغة يتحدث بها سكان شرق و وسط أوروبا، ومنطقة البلقان والقوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط.
وتذيع إذاعة الحرية برامجها لروسيا وأوكرانيا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق باثنتي عشرة لغة وإلى أفغانستان بلغتين. تم تأسيس الإذاعة الحرة بوساطة حكومة الولايات المتحدة وتشرف عليها لجنة الإرسال الإذاعي العالمي التي تم تعيينها بوساطة رئيس الولايات المتحدة وبقيت موجهة وترسل سيلها من المعلومات لمد خمسون عاماً .
و عند ظهور مرض الكورونا ( كوفيد -- 19 ) ظهر في الاعلام العالمي طوفان من المعلومات والدعايات المظللة منها والحقيقية والتي جعلت انسان القرن الواحد والعشرين متخبطاً وفي – حيص بيص – كما يقولون , ومن المظلات الضخمة والكبيرة حول المرض ومنشأه هو أتهام (بيل غيتس ) في تمويل و تصنيع (كوفيد-19) في مختبر سري في “الولايات المتحدة”؛ ضمن مخطط شرير لاستخدامه ضد “روسيا” و”الصين”.. ، لكن القصة وراء هذه المعلومات المضللة معقدة أكثر مما تبدو ظاهريًّا, وأخذت مدينة ( يوهان ) الصينية من الناس مأخذا.
وفي مقال مشترك لأستاذة علم النفس في جامعة “سيتون هول” والرئيسة المنتخبة لجمعية تدريس علم النفس؛ “سوزان نولان”، والكاتب “مايكل كيمبال”، يتحدثان فيه عن مفاهيم مثل( العجز المعلوماتي المكتسب)و ( الإرهاق المعرفي) ، وكيف يمكن أن تسبب هذه المفاهيم عمدًا في تشتيت الشعوب والجماهير عن الحقائق أو إغراقهم في السرديَّات والتوجهات الملائمة لجهاتٍ وتكتلات واحزاب معينة وهناك مفهوم مبني على أساس علم النفس التحليلي الذي يقول إن الأشخاص الذين يمرون بتعرضً مطوَّلً لظروف صعبة لا يتحكمون بها ولا يستطيعون تجنبها أو تخفيفها، يتعلمون تقبل هذه الظروف كما هي ويصابون بحالة من ( الاحساس بالعجز) هذا النوع من العجز قد يتغلغل في حياتهم اليومية و الافتراضية أيضًا، عندما يتعلم المرء هذا النوع من العجز – سواءً في الحياة الحقيقية أو الافتراضية – قد يتخلَّى عن أيِّ محاولة للتجنب أو الهروب من هذه الظروف، بسبب الشعور بأن أيَّ جهود في هذا المجال ستفشل. ونتعرص نحن يوميا وتفصيليا الى عدة أنواع من التضليل الإعلامي أصبح يغمرنا الآن مع عصر “الإنترنت”، وتتنوع أشكاله من المعلومات المضللة؛ (misinformation)، والتضليل الإعلامي المتعمد؛ (disinformation)، وكذلك المعلومات الخبيثة أو المؤذية؛ (malinformation) والكم المسوق يوميا من المعلومات يمكن أن يؤدي الترديد المتواصل للأكاذيب (التآمرية) إلى ما يُعرف بمعنى (الإرهاق المعرفي) الذي تعرض له الجمهور في العراق .
ان بعض المؤسسات والجهات تتعمد خلق الارتباك عن طريق الحمل الزائد من المعلومات والتضليل الإعلامي، بمرور الوقت يُرهَق الناس من فيض المعلومات، وتُنهك قدراتهم المعرفية والفكرية بواسطة الحملة الشرسة من المعلومات والتضليل المعلوماتي فدعاية ان العراق يمتلك (اسلحة الدمار الشامل ) بقيت تردد في الاعلام العالمي ومن قبل اقوى ماكنات الاعلام في العالم حوالي( 12) اثنتا عشر عاماً حتى تم تكذيبها وأعتذر عن ذلك رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ( توني بلير )...... ولكن ....... { بعد خراب حلب }