رجل تزوج من فتاة سليطة اللسان وقوية، لذلك امسكت بزمام الأمور منذ الليلة الأولى للزواج، اما الزوج بالرغم من كونه يمتلك شارب كبير، الا انه سلم لحيته بيد الزوجة، وارتضى ان يكون صدى لصوتها
لكن دهاء الزوجة جعلها تمارس غطرستها وجبروتها على الزوج في غرفتهما اما خارج المنزل، فتجعل من زوجها هرقل، او ذاك الرجل الذي لا تستطيع ان تخالف له امر، او ترد له كلمة، بل وتستأذنه في كل شيء حتى عندما تريد الذهاب الى الحمام.
كانت إذا ارادت الا تفعل امر، قالت جملتها الشهيرة" أبو عيالي ما يقبل" اما ان تصرفت تصرف خاطئا قالت " أبو عيالي من أمرني بذلك" وأبو العيال المسكين لا يملك الا ان يفتل شواربه ويقول نعم انا من أمرت بذلك.
جميع الاسرة وحتى المنطقة تعرف ان زوجها المسكين لا يملك الرفض او القبول، لكن خشيتهم من لسانها السليط تمنعهم من مواجهة الزوجة بالحقيقة.
المقطع أعلاه يمثل صورة مصغرة عن حكومة 2018, حيث الجميع يعلم ان الحكومة بيد الكتلتين الكبيرتين الفائزتين في الانتخابات, وان ليس لرئيس الوزراء الرفض او القبول في أي مفصل من مفاصل الدولة, فهم يجلسون ويتفاوضون ويتقاسمون المناصب, ومتى ما اتفقوا حضر نوابهم للبرلمان وصوتوا, ومتى ما اختلفوا تعطل كل شيء.
فعندما ارادت احدى الكتلتين إدارة مكتب رئيس الوزراء، اخذت الثانية إدارة الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتم التصويت عليهما في يوم واحد وجلسه واحدة.
المشكلة ليس في ادارتهما للحكومة، فهذا حقهما باعتبارهما الكتلتين الأكثر مقاعد برلمانية، المشكلة انهما يصرخان بعلوا صوتهما، انهما متنازلتين عن استحقاقهما، وقد خولتا أبو عيالهن" نقصد رئيس الوزراء" باختيار من يراه مناسبا، بشرط النزاهة والكفاءة
المشكلة الأكبر، ان رئيس الوزراء، تقبل الامر، ومتحمل المسؤولية، بدون ان يكون له قرار او سلطة في الاختيار، اما باقي الكتل فصامتة اما خشية من السنتهم السليطة او تنتظر الفتات الذي قد يسقط من موائدهم.
كل الخشية من سرقة العراق من قبل اللصوص، وأبو العيال يتحمل كامل المسؤولية
الم يتحدث وكيل المرجعية ويطلب الكلام لكي يراك, ماذا تنتظر؟