وراء نسمات الهواء الباردة التي تكسر لهيب فصل الصيف وحرارته العالية، قصة بدأت مع أوائل القرن الماضي، على رصيف القطار في مدينة "بيتسبرج"، عندما وقف "ويليس كارير" ينتظر القطار لاحظ كمية الضباب الكثيف، من هنا انطلق في التفكير في تجفيف الهواء عن طريق الماء. وطأ "كارير"، بقدميه داخل القطار، وعقله شارد في السيطرة على الحرارة والرطوبة، ومنذ ذلك اليوم وهذه اللحظة بالتحديد من عام 1902 كُتب للعالم أن يعيش في نعيم المكيفات الهوائية. أخذ "كارير" الشاب الأمريكي، الحاصل حديثا على درجة الهندسة بجامعة "كورنيل"، في تطبيق فكرته واقتطع عاما كاملا من عمره للتحكم في الهواء وكمية الرطوبة، ليخرج من تحت يده أول مكيف هواء في العالم، ومع حلول عام 1911 شهد المكيف تطويرا في أنظمة التبريد الخاصة به، وتوسع من حدود أمريكا حتى وصل إلى أوروبا وآسيا وبلدان العالم المختلفة. حلَّ عام 1915 ووضع "كارير" أول طوبة في شركته التي أطلق عليها "كارير" على اسم والده، كان مع الوقت يحرز "كايرير" تقدما في أنظمة التبريد ومكيفات الهواء جعلته يحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة ليهاي عام 1935، وجامعة ألفريد عام 1942. مات "كارير" عام 1950 ولم يمت إنجازه بل لم يعد أحد من مغارب الأرض أو مشارقها الاستغناء عنها، حتى أنه تم اختياره عام 1998 من قبل مجلة التايم من أكثر 100 شخصية مؤثرة في القرن الـ 20.