لازلنا في طريق توالي الازمات في العراق وعلى مختلف الاصعدة فما من جانب يخلو من وجود ازمة سواء كانت حقيقية او مفتعلة حتى كدنا نؤمن بافتعال 99% من الازمات وبالذات ما كان على تماس مباشر مع حياة المواطن الذي يمثل حياة وروحية البلد .
اليوم نحن بصدد ازمة باتت موجودة وعلى مدى سنوات الا ان ما استجد فيها هو ما يظهر من تسويف ومماطلة وعدم جدية في السعي للحل من قبل احد الاطراف المعول عليه ان يكون ممثلا للعراق , هذا ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من القنوات والمواقع الاخبارية على اثر صدور وثيقة رسمية تؤيد ما ساطرحه .
حيث اظهرت وثائق مخاطبة وزارة الموارد المائية لوزارة الخارجية عن عدم جدية السفير العراقي في تركيا بمتابعة ملف المياه مع انقرة على الرغم من اهتمام الحكومة العراقية بهذا الملف ومخاطبة الوزارة للسفارة في وقت سابق للمباشرة بمحادثات بهذا الصدد .
وبحسب كتاب وزارة الموارد المائية فإن ذلك الاهمال من السفارة العراقية في تركيا سيؤدي الى تسويف مصالح العراق في مياهها المشتركة مع دول الجوار في الوقت الذي يتطلب التحرك الجدي لحماية حقوق العراق المائية.
الازمة هي ملف المياه وما اظهرته الوثيقة الرسمية هو عدم سعي السفير العراقي في تركيا حسن الجنابي للتفاوض مع الجانب التركي وهذا ما يدعو للعجب والذهول خاصة انه كان وزيرا للموارد المائية وعلى دراية بتداعيات الازمة والاجدر ان يكون ملما بالملف ليس مهملا له ولا متهاونا فيه , فمن باب المواطنة والانسانية والمسؤولية ما يصدر منه غير منطقي وغير مبرر.
ماهكذا تورد الابل .. مثل، يضرب لمن قصّر في الأمر أو لمن تكلف أمراً لا يحسنه , وهذا ما تجسد من خلال ما مطروح من وثقائق تثبت تقصير السفير العراقي في هذا الجانب مع علمه الاكيد بحجم الازمة , حقيقة كانت الدهشة كبيرة لما ظهر من مماطلة وتسويف قبل الجنابي كوننا نعلم عمله السابق كوزير للموارد المائية واطلاعه عليها ومعرفته بأهمية ملف المياه والاثار المترتبة على نقصه فكلنا يعلم انه يمكن حل اي ازمة واي مشكلة الا المياه كونها عجلة تدوير العمل والحياة والتهاون في ملفها هو تهاون بمقدرات بلد وحياة شعب
ومن المضحك المبكي ان السفير قام بتقديم طلب لتمديد فترة عمله وهو ما يتنافى كليا مع ما اظهره عمله في حين يجب ان يكون التمديد مبنيا على نجاحات وانجازات تثبت الاهلية والجدارة وليس العكس .
ومن هنا وعلى ضوء ما تقدم لابد لنا من المطالبة بفتح ملف السفراء وعمل فلترة حقيقية لعملهم وابعادهم عن تصفية الحسابات والمناصب التشريفية وايضا حث جميع السفراء والوزراء عن الابتعاد عن مبدأ الانانية وتغليب الذات في العمل بحيث يكون عملهم هو ابراز لهم كأشخاص ولجهودهم فقط في فترة تسنم المنصب وما بعده يكون ( مرحلة المفاضلة بين السابق واللاحق في المنصب وعدم المساعدة وكأن الامر متعمد لاخفاق العمل من اجل اثبات عدم نجاح من يأتي بعدهم )